تونس-افريكان مانجر
اثارت في المدة الاخيرة جودة المياه المعلبة الجدل في تونس وذلك بعد تشكيك البعض في صحة تركيبتها وقد تناولت هذا الموضوع المديرة العامة للديوان الوطني للمياه المعدنية والاستشفاء بالمياه شهناز القيزاني خلال لقاء صحفي جمعنا بها.
وأكدت المديرة العامة في حوار خصت به موقع “افريكان مانجر” أنّ المياه المعلبة في تونس تخضع للمواصفات التونسية 09.33 و.09.83 مشددة على أن وحدات تعليب المياه تخضع للمراقبة الدورية من قبل هياكل وزارة الصحة. والتي تتولى أيضا متابعة جودة منتوج المياه المعلبة من خلال القيام بالتحاليل الفيزيوكيميائية والجرثومية بشأنه.
وفيما يلي نص الحوار كاملا:
- ماهي مراحل بعث مشروع في قطاع المياه المعلبة في تونس ؟
تتمثل مهمة الديوان الوطني للمياه المعدنيّة و الإستشفاء بالمياه في تنفيذ سياسة الحكومة في قطاع الإستشفاء بالمياه و قطاع المياه المعلّبة و ذلك بمقتضى القانون عدد 58 لسنة 1975 و المؤرخ في 14 جوان 1975 والمنقح بالمرسوم عدد 52 لسنة 2011 مؤرخ في 6 جوان 2011 و يخضع الديوان لإشراف وزارة الصحة.
و يشمل قطاع المياه المعلبة المياه المعدنية الطبيعية والمياه المعبأة المعدة للاستهلاك البشري و يخضع نشاط التعليب لمقتضيات كراس الشروط المنظم للشروط العامة للتنظيم والاستغلال والانتاج بالقطاع. والذي يتضمن جميع مراحل إنجاز وحدة تعليب مياه والوثائق المستوجبة لذلك.
كيف تتم مراقبة وحدات تعليب المياه وما هو دور الديوان في ذلك؟
تتولى الهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية مراقبة منتوج المياه المعلبة كما تتوفر بوحدات التعليب مخابر للمراقبة الذاتية.
هذا ويتولى الديوان إرساء نظم الجودة في القطاع ، ويعمل بفضل مخبره المعتمد من المجلس الوطني للاعتماد طبقا للمواصفة الدولية ايزو 17025 متابعة جودة المنتوج النهائي بإخضاعه للتحاليل الجرثومية والفيزيوكيمائية لمتابعة سلامة ونقاوة المياه واستقرارية تركيبتها. و في هذا الصدد تم خلال هذه السنة إتلاف 192 ألف قارورة ماء معلبة غير مطابقة للمواصفات.
كما يتولى الديوان الموافقة على بطاقات المنتوج المعروضة من قبل وحدات التعليب قبل إدخالها حيز التنفيذ او عند تجديدها او تحيينها.
- في ظل حديث البعض عن تغير التركيبة الفيزيوكيميائية للمياه المعلبة ..هل ذلك ممكن ؟
يتولى الديوان متابعة استقرارية التركيبة الفيزيوكيميائية للمياه المعلبة حيث تمثل الاستقرارية شرطا اساسيا لتعليب الماء المعدني . هذا ويُنصح باستهلاك مياه معلبة ذات تركيبة فيزيوكيمائية مختلفة للاستفادة من كل مكوناتها.
هل شهد هذا القطاع تطورا عبر الزمن؟
شهد القطاع تطوّرا هامّا كمّا وكيفا تترجمه الاحصائيات المتوفّرة، حيث ارتفع عدد وحدات تعليب المياه من 5 وحدات خلال سنة 1985 إلى 30 وحدة سنة 2023 لتبلغ طاقة الإنتاج الجملية 500 ألف قارورة في الساعة.
وقد أصبح هذا القطاع، يلبّي حاجيات السوق الداخلية التي عرفت نقلة نوعية إذ مرّ الاستهلاك الجملي السنوي من 290 مليون لتر الى 3 مليارات لتر والاستهلاك الفردي من 7 لترات إلى 244 لترا خلال نفس الفترة. و يعود تطوّر الاستهلاك الى جودة المياه المعلبة التونسية من جهة والى ارتفاع درجات حرارة الطقس على فترة طويلة نسبيا من جهة اخرى.
كما شهد القطاع دخول 14 وحدة تعليب مياه جديدة حيز الاستغلال منذ سنة 2010 مما مكن من الاستجابة للطلب المتزايد على استهلاك هذا المنتوج وخلق ما يزيد عن 3500 موطن شغل مباشر دون احتساب مواطن الشغل غير المباشرة التي تقدر ب15 ألف. و يُنتظر أن يتعزز القطاع بدخول وحدة تعليب جديدة حيز الإنتاج قبل موفى سنة 2024.
- كيف يتم احتساب تكلفة قارورة المياه المعلبة في تونس ؟
تمثل كلفة التعبئة و التغليف 60 بالمائة من تكلفة قارورة المياه المعلبة في تونس.
و في هذا السياق انطلقت بعض وحدات التعليب في اعتماد مواد تعليب ايكولوجية و قابلة للرسكلة على غرار “القوارير البلورية ذات الاستعمال الواحد”one way و التي ستكون لها انعكاسات ايجابية على البيئة .
- ماهي مخططاتكم المستقبلية في مجال حوكمة الموارد المائية في قطاع المياه المعلبة ؟
سعيا إلى تشخيص مخزون الماء المعدني المتوفر القابل للتعليب بالاعتماد على دراسة اقتصادية و اجتماعية لضبط استراتيجية واضحة حول كيفية التصرف في هذا المخزون حتى أفق 2050 ضمانا لديمومة الموارد المائية و تركيز مبدأ حوكمة التصرف في الموارد المائية المخصصة انطلق الديوان في إنجاز “مخطّط مديري للمياه الـمعلبة بالبلاد التونسية الى أفق 2050” يهدف الى ضبط الإجراءات المستوجبة والاليات الهيكلية و القانونية من اجل حوكمة مستدامة لمقدراتنا الوطنية من الموارد المائية القابلة للتعليب وتثمينها.