تونس-افريكان مانجر
انتشرت بعد الثورة التونسية ظاهرة” ما يسمى بالرياض القرآنية ” التي تقوم بإنشائها جمعيات دينية حيث أصبحت هذه الرياض ملاذا للعديد من الأولياء التونسيين في المدة الأخيرة, إلا أن هذه الرياض في حقيقة الأمر تخفي وراء تدريسها أصول الدين “امتدادا “للمناهج التربوية الوهابية ” و ذلك بحسب ما جاء على لسان عدد من المراقبين .
و قالت رئيسة الغرفة الوطنيّة لرياض الأطفال نبيهة التليلي في هذا السياق في تصريحات لـ “أفريكان مانجر” إن العديد من الرياض القرآنية في تونس لا تلتزم بالمقررات وبالمناهج المعدة خصيصا للأطفال وهو ما قد يفرز لنا جيلا منبتا وبعيدا عن ثقافتنا وحضارتنا ومبادئ ديننا الحنيف المنفتح والمتسامح .
و قالت التليلي إن تكوين “الأطفال ” على أيادي أطراف متطرفة سينتج في المستقبل بالضرورة جيلا متطرفا و لا يقبل بالآخر مما سيساهم في تقسيم المجتمع التونسي إلى طوائف .
و أكدت المتحدثة أن هناك العديد الجمعيات تتبنى هذه الرياض وتدعمها ماديا، وتجهل سلطات الإشراف مصادر التمويل الخاصة بها خاصة و أن هنالك بعض المؤسسات والجمعيات السعودية تدعم هذه الرياض بالكتب والمعدات.
و شددت رئيسة الغرفة الوطنيّة لرياض الأطفال على أن الأطفال في هذه الرياض يتلقون دروسا لا تمت لواقعنا بصلة وفيها تحريض على العنف والكراهية والتمييز بين الجنسين، والأخطر أن هذه المدارس الفوضوية تدرس في الأطفال “عذاب القبر ” و إجبارية الحجاب و ضرورة التفريق بين الجنسين ، بحسب تعبيرها .
702 روضة فوضوية في تونس
وفي سياق متصل، قال مصدر مسؤول بكتابة الدولة للمرأة )وزارة المرأة سابقا ( أن عدد رياض الأطفال “الفوضوية و التي لا تخضع لكراس الشروط هي حوالي 702روضة في كامل تراب الجمهورية تم غلق 169 روضة سنة 2013 .
و من جانبها، قالت المديرة العامة لرعاية الطفولة فوزية جابر في تصريح سابق “لافريكان مانجر” بأنه تم إعلام الوزارة بوجود إحدى و ثلاثين روضة أطفال فوضوية بكامل تراب الجمهورية و انه لم يتم إغلاق تسعة عشر روضة قرآنية منها صدر في حقها قرار بالغلق من قبل الوزارة .
و شدد المصدر المسؤول بكتابة الدولة للمرأة في السياق ذاته أن سلطة الأشراف تعول الآن على الولاة الجدد الذين تم تعيينهم منذ مدة لتنفيذ قرارات الغلق التي بقيت “حبرا على ورق ” في عهد الولاة السابقين.
نقابة خاصة بالرياض القرآنية
والغريب في الأمر أن هذه “الرياض ” رغم أنها تعتبر غير قانونية إلا أنها مازالت تنشط إلى حد الآن في عدد من جهات البلاد كما انه قد أصبح لها نقابة تسمى “نقابة رياض الأطفال القرآنية ” تدافع على نشاط هذه الرياض مع تميزها بنشاط كبير في استقطاب الأولياء عبر وسائل التواصل الاجتماعي “الفايسبوك “.
و يكون أغلب العاملين في هذه الرياض نساء متدينات ومنقبات أو رجال ملتحون وعادة ما يناديهم الأطفال بالشيخة والشيخ، كما يتلقى هؤلاء المدربون أو المدربات تدريبا مكثفا و دورات تكوينية في مجال حفظ القرآن وتجويده وفقا للطرق الثلاث المعتمدة في التلاوة النورانية، منة الرحمان، ونور البيان وهي طرق لتعليم النطق الصحيح للحروف وتجويدها وغالبا ما تستخدم في المملكة العربية السعودية ومصر.
الجيل الجديد هو هدف “العناصر المتشددة
و الملاحظ في تونس بعد الثورة هو أن “العناصر السلفية المتشددة ” و التي منها من تنتمي إلى “تنظيم أنصار الشريعة المحظور” في تونس قد اتجهت منذ بدايتها “نشاطها الدعوي ” بتجنيد الأطفال في مساعدة عناصرها داخل الأحياء الشعبية .
و يعتبر مراقبون أن “هذه المنهجية ” الغير اعتباطية من قبل هذه الأطراف و التي كانت وراء عدد من العمليات الإرهابية في تونس تهدف بالضرورة إلى استمالة الأطفال و صغار السن لهذا التيار ذو الجناح العسكري و الدعوي .
و الجدير بالذكر ان نسبة كبيرة من الشباب التونسي الذي توجه “للجهاد في سوريا ” هم من صغار السن و الذين لا تتجاوز أعمارهم السبعة عشر سنة .
رياض قرآنية تشرف عليها زوجة سلفي مورط في أحداث “بئر علي بن خليفة”
هذا وقد علمت “افريكان مانجر” أن احد الرياض المتواجدة بجهة سوسة تشرف عليها زوجة احد السلفيين من المتهمين بالتورط في الأحداث الإرهابية بمنطقة بئر علي بن خليفة و ان هذه الرياض مازالت إلى حد الآن تعمل و يتم التدريس فيها بالنقاب بالإضافة إلى إقرارها وجوب عدم الاختلاط بين البنات و الأولاد داخل الروضة •
مها قلالة