تونس-أفريكان مانجر
بعد أحداث شارلي ايبدو في فرنسا وبعد موجة من التّهديدات التي وجهت خاصة الى نقابة الصحفيين التونسية على خلفيّة تنديدها بالعمليّة الإرهابية وفي فرنسا، عبّرت كثير من الجهات المتابعة للشأن العامّ عن مخاوفها من ظهور موجة جديدة من الاغتيالات والعمليّات الإرهابيّة في تونس، خاصّة بعد احساس المجموعات المنفّدة للعمليّة الإرهابيّة بـ “النّصر”، وهوما قد يزيدها شحنة معنويّة للقيام بعمليّات مماثلة في تونس على حدّ تعبير بدرة قعلول رئيسة المركز الدّولي للاستراتيجيات الأمنيّة والعسكريّة في تصريح لـ “أفريكان مانجر”.
وأضافت محدّثتنا أنّ المخاطر الإرهابيّة التي تتهدّد تونس سيرتفع نسقها في الفترة المقبلة، حيث أنّ هذه التنّظيمات الارهابيّة تسترجع ثقتها في نفسها وتعاود عمليّاتها الإرهابيّة كلّما سجّلت”نصرا”، مبرزة أنّ داعش موجودة في تونس عن طريق أنصار الشّريعة التّي بايعوها وهي اليوم مازالت في مرحلتها الأولى المتمثّلة في التّكوين والإستقطاب وبمجرّد اتّساع دائرتها في تونس لن تتوانى على ضرب بلادنا، خاصّة وأنّ جلّ الفيديوهات التّي تنشرها داعش موجّهة أساسا إلى تونس وإلى مواطنيها، واعدين إيّاهم بفتحها والقضاء على الطّاغوت الذي يحكمها.
وأوضحت قعلول أنّ الفترة المقبلة ستكون صعبة جدّا ونحن في مرحلة تشكيل حكومة جديدة والمرور من المؤقّت إلى الدّائم، داعية إلى ضرورة تفعيل المنظومة الاستعلاماتيّة من جديد، خاصّة وأنّ كثير من المناطق الدّاخليّة على غرار الوسلاتيّة والرّوحيّة وعدد من مناطق الجنوب بصدد توسيع دائرة التّطرّف فيها عن طريق الاستقطاب وغسل الأدمغة وسط غياب شبه تامّ للمراقبة الأمنيّة، بسبب تسليطها كلّ جهودها على المناطق الحدوديّة.
وحذّرت الخبيرة الأمنيّة والعسكريّة من امكانيّة تأسيس إمارة في الجنوب، خاصّة مع وجود بوادر ومؤشّرات تؤكّد خروج بعض العناصر عن السّيطرة، مبرزة أنّ منطقة نقّة من ولاية توزر تشهد منذ فترة عمليّة استقطاب وغسل أدمغة عدد كبير من الشباب والأطفال عن طريق مدير دار شباب كان متورّطا في عمليّات ارهابيّة وتحصّل على عفو تشريعي عامّ بعد الثّورة وتمّ تعنيينه على رأس دار شباب بتوزر، ليتفرّغ خلال عمله إلى استغلال موقعه للتأثير على فئة معيّنة من الشّباب والأطفال، ولهذا تطالب محدّثتنا بضرورة تفعيل العمل الاجتماعي والثّقافي في مثل هذه المناطق واعتماد المناصحة من خلال الخطاب الدّيني والسّياسي لتوعية المواطنين وتحصينهم من الأفكار المتطرّفة والمتشدّدة.
من جهة أخرى، قالت بدرة قعلول أنّ المطلوب اليوم هو إرساء استراتيجية وطنيّة شاملة لمواجهة التّطرّف والاستقطاب، مبيّنة أنّ مؤسّسات الدّولة اليوم يجب أن تقف على قدم وساق للتّصدّي للارهاب بصفة عامة ولداعش بصفة خاصّة، خاصّة وأنّ هذه التّنظيمات لديها أموال طائلة، وتعتمد على فئة عمريّة من الشّاب الذين تتراوح أعمارهم بين15 و26 سنة وهي فئة على حدّ تعبيرها مندفعة وسريعة التّأثّر.