تونس-افريكان مانجر
يعتبر التمويل أحد الركائز الأساسية لتحقيق الانتقال الطاقي وتعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة و يلعب دورًا حيويًا في تمكين المؤسسات خاصة منها الصغرى و المتوسطة من الاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة، بهدف تقليل الانبعاثات الكربونية ومكافحة الاحتباس الحراري.
منح لتمويل مشاريع الطاقة النظيفة
في هذا السياق، أعلنت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عن إطلاق أولى برامج منحها ضمن مشروع “USAID Power Tunisia” تحت عنوان “تحسين فرص الحصول على التمويل للاستثمارات الصغيرة في مجال الطاقة النظيفة في تونس”.
ويهدف هذا البرنامج، الذي سيتواصل لمدة 17 شهراً، إلى دعم أكثر من 500 شركة تونسية في تطوير مشاريع الطاقة النظيفة، و ذلك بالشراكة مع بنك الأمان ومؤسسة أدفنس تونس و من المتوقع أن يساهم البرنامج في توفير تمويل بقيمة تناهز عن 3.4 مليون دولار أمريكي ما يعادل 10،57 مليون دينار تونسي.
و سيتم منح هذه التمويلات لفائدة 500 مؤسسة تونسية صغرى و متوسطة عن طريق بنك الأمان و ادفنس تونس، في شكل قروض في حدود 50،000 دولار أمريكي للقرض الواحد، لتسيير عمليات شراء وتركيب تكنولوجيات الطاقة المتجددة وتعزيز الكفاءة في استخدام الطاقة.
كما سيمكن المشروع بنك الأمان و مؤسسة ادفنس تونس من منح أكبر قدر ممكن من التمويلات للمؤسسات الصغرى و المتوسطة للاستثمار للاستثمار في الطاقات المتجددة، بحسب ما أكدته أميرة ناجي مديرة المنح في مشروع “USAID Power Tunisia” .
وردا عن سؤال يتعلق بالشروط التي على أساسها يتم تمكين المؤسسة من الحصول على القروض، أكدت ناجي ان أهمها أن تكون ناشطة في مجال الطاقات المتجددة، مشددة على أن القائمين على المشروع يعملون على دعم بنك الأمان و ادفنس تونس ودفعهما لمنح قروض مالية بنسب فائدة تفاضلية لفائدة هذا الصنف من المؤسسات.
من جهته السفير الأمريكي جوي هود، اعتبر في تصريح لافريكان مانجر، ان هذه المبادرة تهدف الى دعم الاستراتيجية الوطنية للانتقال الطاقي، و تعزيز الأهداف المشتركة بين الحكومتين التونسية والأمريكية، من خلال مساعدة المؤسسات الاقتصادية خاصة منها الصغرى والمتوسطة على الانتقال الطاقي سيما و أن دول الاتحاد الأوروبي و مختلف الحكومات في العالم تبحث كيفية التخفيض من الانبعاثات الكربونية ما يجعل المؤسسات التونسية انطلاقا من سنة 2026 في مواجهة التقليل من انبعاثاتها الكربونية لتتمكن من التصدير إلى الاتحاد الأوروبي.
ويقول السفير الأمريكي،”تلعب تونس أيضاً دوراً هاماً في شمال أفريقيا كمنتج للطاقة المتجددة والمستدامة وسيمكن مشروع ELMED، الذي سيربط الشبكة التونسية بالشبكة الإيطالية والأوروبية، من تصدير هذه الطاقة المتجددة إلى أوروبا في المستقبل.”
وأضاف قائلاً: ” منح قروض قيمتها أكثر من 10 ملايين دينار تونسي في اطار برنامج “Power Tunisia“، لفائدة 500 شركة للاستثمار في الطاقة المتجددة إحدى تعتبر احدى الطرق التي تدعم بها حكومة الولايات المتحدة التنمية الاقتصادية الخضراء في تونس من خلال حلول الطاقة النظيفة والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون”.
و تابع، “هدفنا مساعدة ما لا يقل عن 1700 شركة صغرى ومتوسطة على الانتقال الطاقي و سيسمح هذا الدعم للشركات بأن تصبح أكثر كفاءة من خلال تقليل تكاليف الطاقة الخاصة بها، والاستمرار في تصدير منتجاتها إلى أوروبا و وزيادة هذه الصادرات بعد عام 2026”.
دور المؤسسات المالية
من جهته ناجي الغندري، رئيس مجلس إدارة بنك الأمان، قال ان هذا التمويل المندرج في اطار مشروع “USAID Power Tunisia” سيمكن الشركات التونسية خاصة منها الصغرى و المتوسطة من تطوير برامجها في مجال الطاقات المتجددة سيما و انها ستكون مطالبة بداية من 2026 بالبصمة الكربونية.
وأضاف، ” نعمل على خلق منتوج مالي يتلائم مع متطلبات هذه الصنف من المؤسسات، وتساهم شراكتنا مع مشروع POWER TUNISIA الممول من طرف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في تعزيز التزامنا بتسهيل حصول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المنخرطة في مشاريع الطاقة المتجددة والكفاءة في استخدام الطاقة على التمويل اللازم، وبالتالي المساهمة في الاقتصاد الأخضر”. وسيقدم بنك الأمان لكل مشروع منتجات مالية ملائمة لاحتياجاتهم، بشروط مجزية ومرافقة خاصة، كما سنلتزم بتسهيل الوصول إلى التمويل اللازم وزيادة فرص نجاح المبادرات التي يدعمها برنامج POWER TUNISIA.”.
وسيتمع بنك الأمان بتمويل بقيمة 383.092 ألف دولار أمريكي بمعدل 40 ألف دولار لكل قرض على أن تشمل هذه المساعدات المالية للبنك 40 مشروع على الاقل من جملة 2،000،000 ألف دولار قيمة استثمارات في مجال الطاقات النظيفة.
بدورها مريم زين، المديرة العامة لمؤسسة أدفنس تونس، “إن تطوير حلول لتعزيز الطاقة النظيفة هو جزء من استراتيجية المؤسسة و ستمكن هذه الشراكة الجديدة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عن طريق برنامج POWER TUNISIA من تطوير خدمات مالية مصممة خصيصاً وميسرة للشركات الصغرى والصغيرة والمتوسطة والحرفاء من الفلاحين للاستثمار في معدات الطاقة المتجددة والكفاءة في استخدام الطاقة.”
من جانبها ستتحصل مؤسسة أدفنس تونس على 394.510 ألف دولار أمريكي توزع بمعدل 2٫900 دولار للقرض الواحد من جملة 500 قرض ونحو 1٫460٫000 ألف دولار أمريكي لاستثمارات في الطاقات النظيفة.