تونس- افريكان مانجر
تُخطط تونس لبناء 36 سدّا جديدا بحلول سنة 2050، منها 5 سدود جديدة في مرحلة طور الإنجاز حاليا، بحسب ما أكده الرئيس المدير العام للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه عبد الحميد منجة.
وردّا على سؤال يتعلق بإمكانية تغيير خارطة بناء السدود ومواقعها خاصة في ظلّ تغير المناخ ونزول كميات كبيرة من الامطار في مناطق الجنوب، أكد المسؤول بالشركة أنّ بناء السدود يتطلب جغرافيا مُعينة ولا يوجد في الوقت الراهن أي برنامج لذلك، في المقابل “يوجد تفكير في طرق جديدة لتخزين المياه سواء في السدود الباطنية أو في الخزانات على مستوى الزام الباعثين العقارين بإنجاز خزانات للماء في الوحدات السكنية الجماعية التي يقع تشييدها”، استنادا الى تصريح الرئيس المدير العام.
وأوضح أنّ النية تتجه نحو استغلال هذه المياه المجمعة سواء في ري المساحات الخضراء او للغسيل ومختلف الاعمال المنزلية وغيرها…، مشيرا الى أنّ هذه الطرق ستساهم في تخفيف الضغط على شبكة “الصوناد”.
وعلى اثر نزول كميات هامة من الامطار خلال الفترة الأخيرة، قال منجة إنّ الوضعية المائية في تونس حاليا تُعدّ “مريحة نوعا ما”، مُشيرا الى أنّ الأمطار وكانت موزعة على كامل المناطق وقد مكنت من إيرادات هامة لسدود الشمال في حدود 451 مليون متر مكعب في حين بلغت الإيرادات الجملية للسدود منذ مطلع شهر سبتمبر 2024 الى غاية يوم 26 جانفي 2025، نحو 494 مليون متر مكعب.
وأبرز أنّ المخزون الحالي للسدود يقدر بـ 755 مليون متر مكعب، مُشيرا الى انه من المتوقع ان تكون الإيرادات خلال شهري فيفري ومارس أفضل من الفترة السابقة بإعتبار أن التربة مشبعة حاليا وهو ما سيمكن من سيلان الاودية.
وأفاد المصدر ذاته أنّ عدد المنشآت المائية في تونس يبلغ 37 سدا، أبرزها سد سيدي سالم بولاية باجة حيث يمسح حوضه 4300 هكتارا وتصل طاقة استيعابه القصوى الى 643 مليون متر مكعب من المياه ويبلغ ارتفاعه 57 مترًا ويعد هذا السد عنصرًا هامًا في استراتيجية إدارة الموارد المائية في تونس.
واجمالا، تعد تونس من بين الدول المهددة بندرة المياه في حوض البحر المتوسط، بسبب آثار التغير المناخي وطول فترات الجفاف، وهي تحتل المرتبة 30 عالميا من حيث ندرة المياه مقارنة مع بقية بلدان البحر الأبيض المتوسط، وبالاعتماد على معدل حصّة الفرد من المياه البالغ 420 متر مكعب سنويا، تعدّ بلادنا تحت عتبة الشح المائي المقدّرة بــ 500 متر مكعب في السنة لكل ساكن.
وتشير التوقعات المناخية في تونس إلى أن انخفاضا في هطول الأمطار سيصل إلى 22 مليمترا بحلول عام 2050، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 9 بالمائة مقارنة بالمستويات الحالية، وسيبلغ 45 مليمترا في عام 2100، أي سينخفض 18 بالمائة.