ردّا على سؤالنا المتعلّق بسبب خروج مسيرات أو مظاهرات مضادّة من مناصري حركة النهضة أمام كل تحرّك صادر عن المجتمع المدني وما إذا كان ذلك يدخل ضمن فهم خاص للديمقراطية تتبنّاه الحركة أو نتيجة انفلات من طرف هذه المجموعات, أكد راشد الغنوشي,رئيس حركة النهضة ل”اليوم” خلال الندوة الصحفية التي انعقدت صباح الخميس بمقر فرع الحركة بأريانة ,أن حقّ التظاهر من منجزات الثورة وأنه ليس بإمكان الحركة منع أحد من التظاهر.
وعن سؤالنا الثاني المتعلّق بما إذا كانت النهضة قد تقدّمت بمشروع دستور أم لا,قال رئيس الحركة أن النهضة لم تعرض الى حدّ الساعة مشروع دستور رسمي على أنظار المجلس الوطني الدستوري وأن المداولات داخل الحركة حول جملة من المقترحات لا تزال جارية .
وفي سياق متّصل أوضح الغنوشي أن اعتماد الشريعة الاسلامية كمصدر أساسي أو وحيد في صياغة الدستور أو الاكتفاء بالإبقاء على الفصل الأول من الدستور القديم… مواضيع كثر التجادل حولها في الاونة الأخيرة مشيرا الى أن حركة النهضة لا تزال بصدد التشاور حولها ولم تتّخذ موقفا نهائيا في شأنها.
أما عن امكانية فصل الجانب الدعوي عن الجانب السياسي,أوضح رئيس الحركة أن الوظائف بإمكانها أن تتصل كما بإمكانها أيضا أن تنفصل فالذي يمارس العمل الدعوي هو في نهاية الأمر مواطن تونسي أي بإمكانه أن يمارس كذلك العمل السياسي,حيث أن القانون التونسي لم يمنع إماما من أن يكون عضوا في البرلمان مستشهدا بالمرحوم الامام عبد الرحمان خليف الذي كان إماما بجامع عقبة ابن نافع بالقيروان وكان في نفس الوقت عضوا بمجلس النواب .
من جانب اخر ,أشار الغنوشي إلى أن التحالف القائم هو خيار أساسي بالنسبة لهم كحركة وقد شرعوا فيه قبل الانتخابات وليس بعدها ولذلك اعتبر أن الحكومة الائتلافية القائمة هي جزء أساسي من رأس مال الثورة التونسية وثمرة جمعت بين حزب إسلامي وحزبين حداثيين وأنهم حريصون على استمرار الترويكا وتوسيعها.
كما لم يبد الغنوشي مخاوفه من جرّاء توسّع عضوية الحركة إذ اعتبر أن الخطر يبقى قائما وعلى قيادات النهضة التحسّب لذلك من خلال تكثيف العمل التثقيفي والتربوي.
وردّا على السؤال المتعلّق بموقف النهضة من تمادي السلفيين في ممارساتهم ,أبرز الغنوشي أن استعمال العنف تمشّ خاطئ لتبليغ الأفكار كما أن التيار السلفي في عمومه لا يتبنّى هذا التمشّي وإن كان هناك منهم من اعتمده فالحوار هو السبيل الوحيد لفضّ الموضوع.
وأضاف أن طرح وسيطرة موضوع الداعية المصري وجدي غنيم على الساحة التونسية لم يكن إلا بسبب الفراغ الديني الحاصل في بلادنا حيث أصبح لدينا فقر ديني جعل تونس محطّة رياح منخفضة تأتيها الأفكار من كل جهة.
وفيما يتعلّق بالاتهامات الأخيرة التي وجّهها الاتحاد العام التونسي للشغل لأنصار حركة النهضة جرّاء تعمّد البعض وضع الفضلات والأوساخ أمام مقرّاته ,قال الغنوشي أن هذه الاتهامات لا أصل لها ولا دليل وأنه إن وجد هذا الدليل فهناك القضاء الذي نحتكم إليه جميعا, مؤكدا أن النهضة لا يمكن أن تتورّط في مثل هذه الفعلة لأن هناك أطرافا خفية تدفع الى الاستقطاب والتصادم بين الطرفين في وقت تحتاج فيه البلاد إلى التضامن الوطني وليس إلى التصعيد والاحتقان.