اكد عبيد البريكي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل خلال الندوة الصحفية التي انعقدت صباح يوم الاربعاء بمقر الاتحاد بالعاصمة، التمسك برفض القرار القاضي بمنع عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد من مغادرة التراب التونسي، واصفا اسباب اتخاذ هذا القرار بـ “التافهة”.
كما اكد على إبقاء أشغال الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد بحالة انعقاد الى حين إلغاء هذا القرار. وأوضح البريكي ان هذا القرار الذي جاء على خلفية اتهامات موجهة لجراد ضمن تقرير اللجنة الوطنية لمقاومة الفساد والرشوة،”يتنزل في إطار المحاولات البائسة لإرباك المنظمة الشغيلة ضمن حملة تشويه مغرضة تستهدف رموزها ومناضليها” على حد قوله.
وقلل بالمناسبة من أهمية التهم الموجهة إلى الأمين العام للاتحاد، مبينا ان التدخلات التي قام بها عبد السلام جراد لدى الرئيس السابق تدخل ضمن مهام الاتحاد في الدفاع عن منظوريه والمطالبة بحقوقهم، متسائلا عن دواعي عدم الاستماع إلى الأمين العام قبل إصدار هذا التقرير الذي أهمل ، بحسب ما قال، العديد من الملفات الخطيرة.
وحذر البريكي من التداعيات والتأثيرات التي سيخلفها هذا القرار على سمعة تونس في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها وما سيحدثه من تشويش عليها في أولى خطواتها نحو بناء المستقبل.
وذكر في ذات السياق بالعلاقات العديدة والمتينة التي تربط اتحاد الشغل بعدة منظمات اجنبية باعتبار ان أمينه العام عبد السلام جراد هو في نفس الوقت الامين العام للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي وعضو المكتب التنفيذي للمنظمة النقابية العالمية ونائب رئيسها ورئيس المنتدى النقابي الديمقراطي العربي.
وشدد البريكي على اللحمة التي تربط بين كل النقابيين والنقابيات على اختلاف توجهاتهم وتوحدهم في مواجهة مثل هذه الممارسات التي تستهدف منظمتهم.
ويذكر في هذا الصدد ان بطحاء محمد علي، شهدت بالتزامن مع انعقاد هذه الندوة الصحفية، تجمعا عماليا كبيرا تم خلاله رفع شعارات تندد بقرار منع الامين العام للاتحاد عبد السلام جراد من مغادرة التراب التونسي.
وحول موجة الاحتجاجات التي تشهدها عدة مناطق من البلاد منذ فترة، قال البريكي ان بعض وسائل الاعلام قد ساهمت في تضخيم هذه الاحداث، مبينا ان قطاعات الوظيفة العمومية على سبيل المثال لم تنفذ اي تحرك يذكر في حين سجلت المؤسسات العمومية ست اضرابات فقط بينما بلغت هذه التحركات 36 اضرابا خلال المفاوضات الاجتماعية لسنة 2008.
وذكر ان الاتحاد ومساهمة منه في إنجاح انتخابات 23 أكتوبر المنقضي، دعا منظوريه في بلاغ “جريئ” الى تجنب كل انواع الاضرابات وتأجيلها الى ما بعد هذا الموعد.
وبخصوص اضراب قطاع السياحة، افاد البريكي انه جاء على خلفية اهمال مطالب العاملين في القطاع وعدم الالتفات الى مشاغلهم.
وفي رده على اسئلة الصحفيين، اكد الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل حصول مشاورات مع مختلف الاحزاب السياسية حول طبيعة مشاركة هذه المنظمة في الشأن الوطني خلال المرحلة القادمة.
وشدد في هذا السياق على ان طبيعة العلاقات مع مختلف هذه الاطراف لن تقوم الا على مدى احترام العمل النقابي انطلاقا من ثوابت المنظمة الشغيلة.