تونس-افريكان مانجر
قال رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي إنّ حزب النهضة و السلفيون “من عائلة واحدة”،و كان هدفهم تغيير نمط المجتمع التونسي و أسلمة المؤسسات، و قد فشلوا في ذلك بعد أن تصدت لهم مختلف مكونات المجتمع المدني و حضور المرأة بشكل فاعل في الحياة السياسية.
النهضة سبب”المشاكل”
و أضاف السبسي في حوار نقلته مجلة”لو بوان” الفرنسية أمس الخميس 30 جانفي 2014 أنّه كان واثقا منذ وصول الحركة الإسلامية إلى الحكم أنّه إذا لم تقتنع النهضة بالمشاركة في الحوار الوطني،فإنّ حزب راشد الغنوشي سيُجبر “بالقوّة”على تسليم مقاليد الحكم، من دون توضيح هذا الأمر.
و أشار السبسي إلى أنّ الإخوان المسلمين عندما يأتون إلى الحكم فإنّهم لا يتركونه إلا بعد إراقة الدماء و حدوث أعمال عنف.
ووصف لحظة مُغادرة النهضة للحكم “بالتاريخية”لأنّ هذا الحدث سيسمح لتونس بالمضي قدما إلى الأمام نحو استعادة الثقة و جلب الاستثمارات.
في سياق متصلّ شدّد رئيس حركة نداء تونس على أنّ قيادة النهضة للحكم في تونس هي السبب الرئيسي للوضعية الاقتصادية المتردية التي تعيش على وقعها تونس منذ سنتين،مُشيرا إلى أنّ مطالب الشباب لم تكن مطالب إيديولوجية أو دينية أو سياسية بقدر ما كانت مُتعلقة بالحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية.و على هذا الأساس فقد اعتبر المتحدث أنّ أبرز المحاور التي ستكون على طاولة مهدي جمعة هي إعادة الاعتبار للمناطق المهمشة اقتصاديا و تحسين القدرة الشرائية للمواطن.
اليسار سبب نجاح النهضة
و عبر السبسي عن نيته الترّشح للإنتخابات الرئاسية المقبلة التي يتوقع أن يتم تنظيمها مع حلول شهر أكتوبر المقبل،مُشيرا في السياق ذاته أنّ النهضة لن تتمكن في المستقبل من كسب ثقة التونسيين و الفوز بالانتخابات قائلا:”لكنها ستظلّ موجودة على أي حال ضمن المشهد السياسي بنسبة معينة و لن تكون النتائج في كلّ الأحوال كما كانت سنة 2011″.و في هذا الجانب قال إنّ من بين أسباب عدم تحقيق اليسار للنتائج التي طمح إليها في انتخابات 23 أكتوبر هو تشتته و هو ما جعل النهضة تحصل على الأغلبية،مُتمنيا أن لا يتكرر نفس السيناريو في المستقبل.
و بالعودة إلى رئيس الجمهورية المؤقت منصف المرزوقي،قال السبسي إنّ هذا المنصب أضرّ كثيرا بصورة المرزوقي و لن يلعب لصالحه في الاستحقاقات الانتخابية القادمة لأنّه قبل منصب الرئاسة دون أن تكون له صلاحيات، وفق تعبيره.