تونس- أفريكان مانجير
أدانت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين تحريض قيادي في حزب النهضة المواطنين في تونس على العنف ضد الإعلاميين، في وقت أعلنت فيه عن خطتها اللجوء للقضاء لملاحقته و تحميل هذا الأخير المسؤولية كاملة عن أي مكروه قد يصيب أي صحافي، وفق بيان صحافي صدر مساء أمس السبت 8 سبتمبر 2012.
كما توجهت النقابة بنداء للرئاسات الثلاث في تونس للوقوف في وجه ترهيب الإعلام والتنديد رسميا بما ارتكبه القيادي في حزب النهضة.
وكان الحبيب اللوز النائب بالمجلس الوطني التأسيسي عن حزب النهضة دعا في خطاب تعبوي ألقاه يوم الجمعة الماضي إلى “ضرب الإعلام” في تونس الذي وصفه بـ”التجمعي” و”عدو الثورة” بسبب انتقاداته للحكومة. وجاءت هذه الدعوة بحضور آلاف المتظاهرين تجمهروا أمام مقر الحكومة بساحة القصبة لإعلان تأييدهم لها.
ترويع وترهيب
وجاء في البيان الذي تحصل “أفريكان مانجير” على نسخة منه أن “أسلوب الترويع والتخويف والترهيب ضد الإعلاميين يتواصل ليتضح بشكل جلي في الخطب الذي ألقاه الحبيب اللوز عضو المجلس الوطني التأسيسي والقيادي في حركة النهضة، أثناء تجمع بساحة القصبة يوم الجمعة 7 سبتمبر 2012، عندما دعا صراحة الحكومة إلى ضرب الاعلام وحرّض الحاضرين على الإعلاميين بالدعوة الى ضربهم. واصفا إياهم بأعداء الثورة”.
وحمّلت نقابة الصحافيين في بيانها السيد الحبيب اللوز “المسؤولية كاملة عن أي مكروه قد يصيب أي صحفي أو أي عامل في القطاع”، كما اعتبرت أن ما صدر عنه من قبيل التحريض على العنف معلنة عن عزمها القيام بكل الاجراءات القانونية الواجبة لتتبعه قضائيا.
كما أدانت نقابة الصحافيين “الصمت تجاه عمليات التحريض الإجرامية ضد الاعلام والإعلاميين”، ودعت
كل الهيئات والمنظمات والجمعيات والاتحادات والمجتمعين المدني والسياسي الوقوف الى جانب الصحفيين.
ووصف محررو البيان الصحافي أن هذا التحريض جاء في “أسلوب تهييجي وفي حالة هستيرية تنم عن رغبة تسلطية جامحة لفرض وصاية على المشهد الإعلامي وتطويعه”، كما انتقدوا تجاهل هذا الأخير تعيين الحكومة لمسؤولين في الإعلام “انتقتهم من المنظومة الفاسدة”.
يذكر أن حكومة “النهضة”، كانت عينت في المدة الأخيرة مسؤولين على رأس مؤسسة الإذاعة والتلفزة الوطنية وجريدة “الصباح” اليومية، عُرفوا بولائهم للنظام السابق وخدمتهم له، في وقت يشن فيه لطفي زيتون المستشار السياسي لرئيس الحكومة حملة لوجستية وميدانية ضد الإعلاميين في خرق واضح لوظيفته الحكومية التي تقتضي منه الاتزان والمسؤولية وما يسد الطريق أمام رئيس الحكومة حمادي الجبالي الذي أعلن في مناسبات عديدة عن رغبته في بلوغ توافق مع الإعلام في تونس.
نداء
وفي هذا الصدد توجهت النقابة من خلال بيانها الأخير بنداء إلى رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية ورئيس المجلس الوطني التأسيسي وكافة أعضائه “للوقوف بجدية في وجه محاولات ترويع الإعلاميين وترهيبهم، والتعبير عن مواقفهم علنا برفض ما صدر عن الحبيب اللوز وكل المحرضين على العاملين في قطاع الاعلام والانتصار فعليا لحرية التعبير والصحافة والإبداع”.
وفي سياق متصل قالت نقابة الصحافيين: “إن الحملة على الإعلاميين بدأت دون تمييز بين الفاسد ومن كان ضحية وبدأت آلة القمع الرسمية تشتغل على تركيع الإعلام وخاصة مؤسسات الإعلام العمومي والموضوعة تحت التصرف القضائي لاسيما مع تتالي تعيينات من تورطوا في منظومة الفساد وبرروا الديكتاتورية على رأس هذه المؤسسات باعتماد معيار الولاء عوض الكفاءة”، وفق تعبير البيان الصحافي.
وتواجه الحكومة التونسية موجة من الانتقادات من الصحافيين وأغلب المؤسسات الإعلامية، باستثناء تلك الموالية لها، بسبب أخطاءها المتكررة وطريقة تسييرها للحكم يؤشر على عجز وقلة خبرة وما يحد من طموح التونسيين إلى تحقيق الانتقال الديمقراطي.
ويعرف الحبيب اللوز القيادي في حزب النهضة بانتمائه للشق المتشدد بهذا الحزب، وقاد حملات تدعو إلى اعتماد الشريعة الاسلامية. كما شوهد في فيديوهات مسجلة وهو يحرض الشباب التونسي على حمل السلاح والذهاب للقتال.