تونس-افريكان مانجر
” نطلب من الحكومة التونسية التفاوض مع الإرهابيين…و لا يهمّنا المختطفين سواء كانوا متشددين أو مجرمين…ما يعنينا هو سلامة شقيقنا “…بهذه الكلمات استهلت سميرة بالشيخ العاصمة شقيقة الموظف التونسي بالسفارة التونسية بليبيا و المختطف منذ 33 يوما حديثها مع ” افريكان مانجر “، مُؤكدة أنّهم سيُحملون الدولة التونسية مسؤولية أي مكروه قد يُصيب شقيقها.
” نتوقع كلّ شيئ من الخاطفين”
محدثتنا التي استقبلتنا صباح اليوم الثلاثاء 22 أفريل 2014 في منزلهم الكائن بحيّ التضامن غربي العاصمة قالت إن مقطع الفيديو الذي تمّ نشره أمس يُؤكد أنّ الخاطفين لن يُطلقوا سراح شقيقها البالغ من العمر 38 سنة إلا بشرط واحد و هو إطلاق سراح المساجين الليبيين الموجودين حاليا في السجون التونسية، و على هذا الأساس فقد طالبت الدولة التونسية بالتنازل و قبول التفاوض مباشرة مع الخاطفين.
و اعتبرت أنّه ورغم أهمية التحركات التي تقوم بها حكومة مهدي جمعة فإنّها غير كافية و غير مرضية ما لم تتوّج بإطلاق سراح محمد بالشيخ العامل بالسفارة منذ 12 سنة، مُؤكدة أنّ الشخص الذي ظهر في مقطع الفيديو أمس هو فعلا شقيقها غير أنّه لم يكن بحالة عادية بحدّ تعبيرها.
من جانبه أفاد حمادي بالشيخ والد المختطف أنّه يرفض تماما الحديث عن إغلاق السفارة التونسية بليبيا و سحب البعثة هناك، و قال “إنّ الحكومة إذا أخذت رسميا هذا القرار فمعناه أنّي لن أرى إبني أب الثلاث بنات مُجدّدا”، و قد وجه في حديثه معنا اللوم بصفة خاصة للرئيس المنصف المرزوقي و تساءل عن أسباب صمته أو اتخاذه لقرارات جرئية و الحال أنّ حادثة الإختطاف مرّ دخلت اليوم شهرها الثاني قائلا” إنّ الخاطفين لن ينتظروا كثيرا و نتوقعوا منهم كلّ شيئ”.
تهديدات أخرى بالخطف
منزل عائلة محمد بالشيخ لم يهدأ من الحركة، و هناك إلتقينا بأحد زملائه و قد عائد هذا الأسبوع من ليبيا، و في حديثه معنا كشف لنا أنّ أغلبية العاملين بالسفارة في طرابلس يطلبون من الحكومة التسريع باتخاذ قرار غلق السفارة و سحب كامل البعثة، مشيرا أنّ أغلبية الأعوان عادوا إلى تونس في انتظار القرار الذي ستتخذه السلطات بعد خطف دبلوماسيين في أقل من شهر .
و قد أفاد المتحدث الذي فضلّ الكشف عن اسمه أن الموظفين بالسفارة يتلقون باستمرار تهديدات بالخطف من قبل مليشيات مسلحة سواء لمساومة الحكومات أو لطلب فدية مؤكدا أنّ الوضع الأمني في ليبيا متردّ بشكل جعل من حكومة طرابلس عاجزة عن حماية البعثة التونسية .
الدولة لا تعترف بمنطق العاطفة
عائلة محمد بالشيخ تكلمت بمنطق العاطفة و لها في ذلك عذر، غير أنّ الدولة لا تتعامل من هذا المنطق وفق ما افادنا به عدد من المختصين. و في تصريح ل” افريكان مانجر” قال العميد المتقاعد من الجيش الوطني مختار بن نصر إنذ الدولة لا تتفاوض مع الإرهابيين كما أنّه لا يمكن إرسال قوات خاصة لتحرير الرهائن بالنظر لحالة الفوضى و التردي الأمني الذي تعيش على وقعه ليبيا منذ سنوات مُشيرا إلى أنّ التفاوض المباشر مع المجموعات الخاطفة فيه اعتراف ضمني من الدولة التونسية للمجموعات الإرهابية .
و على هذا الأساس فقد أفادنا مختار بن نصر أنّ السيناريوهات المحتملة لإطلاق سراح الدبلوماسيين التونسيين هي التفاوض مع الحكومة الليبية لأنها المسؤول الأول على أمن و سلامة أفراد البعثة التونسية و التفاوض مع عدد من السياسيين بطرابلس الذين تتوفر لديهم معلومات حول الجهات الخاطفة .
و كان عدد من المراقبين قد أكدوا في وقت سابق ل”افريكان مانجر” أنّه من غير المقبول بالمرّة الاستجابة لطلبات الخاطفين بإعتبار أنّ الخضوع لابتزاز أي جهة سيفتح الباب على مصرعيه لمجموعات أخرى حتى تُطالب بدورها بفدية أو بإطلاق سراح مساجين آخرين .
بسمة المعلاوي