تونس –افريكان مانجر
أفاد اليوم الاثنين 20 أكتوبر 2014 مصدر ديواني ل”افريكان مانجر” أنّ الوحدات الأمنية الليبية انسحبت الجمعة الماضي من تـامين المعبر الحدودي رأس جدير، مُؤكدا أنّ العناصر الأمنية و العسكرية تتلقى بشكل يومي تهديدات بإقتحام المعبر، وفي وقت نفت فيه وزارة الدفاع التونسية اتخاذها اجراءات طارئة واستثنائية تحسبا لهذه التطورات.
قوات ليبية تُهدّد باقتحام المعبر
وأكد محدثنا أنّ قوات موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر هدّدت بإقتحام المنفذ الحدودي، وأوضح مصدرنا أنّ الوضع حاليا يتسم بالهدوء بعد استأنفت الوحدات الليبية عملها بالمعبر.
يُذكر أنّ الجارة طرابلس تشهد منذ أشهر موجة من العنف غير المسبوقة حيث يقود اللواء المتقاعد خليفة حفتر هجومات مسلحة لمواقع تابعة لعناصر من المسلحين الإسلامين في مناطق متفرقة من طرابلس. و قد أودت هذه الحملة التي وُصفت بالأعنف منذ ثورة 17 فيفري بحياة مئات الأشخاص و قد شاركت في المواجهات طائرات و مروحيات قتالية.
وتُعد هذه الهجمات من أسوء الاشتباكات التي تشهدها ليبيا، فيما تأتي العملية العسكرية التي يشنّها اللواء المتقاعد خليفة حفتر وهو أبرز الشخصيات في انتفاضة 2011 التي أطاحت بالقذافي، في وقت مازالت ليبيا عاجزة عن فرض سيطرتها على كتائب من المعارضة السابقة رفضت نزع أسلحتها وأقامت مناطق نفوذ خاصة بها.
وزارة الدفاع تُوضح
وباتصال مع وزارة الدفاع الوطني أفاد الناطق الرسمي ل “افريكان مانجر” أنّ تونس اتخذت منذ أكثر من شهر جملة الإجراءات لحماية الحدود التونسية، ونفى المصدر ذاته ان تكون تونس قد اتخذت إجراءات خاصة الأسبوع المنقضي على خلفية ما تناقلته بعض المصادر بخصوص التهديدات باقتحام المعبر ببن قردان.
وأفاد بلحسن الوسلاتي أنّ الوحدات الأمنية والعسكرية في حالة استنفار وعلى أتمّ الاستعداد تحسبا لأي طارئ على الجانب الليبي، خاصة في ظلّ تواصل التردي الأمني وغياب الاستقرار في طرابلس. وأكد ممثل وزارة الدفاع أنّ هذه الاحتياطات والتعزيزات الأمنية تتنزل أيضا في إطار الاستعدادات للمحطات الانتخابية المقبلة.
توافد متواصل لليبيين على تونس
وفي جانب آخر أكد لنا المصدر الديواني أن الحركة على مستوى المعبر تسير حاليا بشكل عادي، مُؤكدا أنّ دخول التونسيين الى طرابلس تراجع بشكل ملحوظ منذ أشهر في حين أن العائلات الليبية مازالت تتوافد على تونس بشكل كبير.
ويحظى الوضع الليبي باهتمام كبير خاصة وان العديد من المراقبين أن استقرار الوضع الأمني في تونس رهين مدى تطور الأحداث على الجانب الليبي فقد سبق وأن نبّه البعض من خطورة تداعيات مُجريات الأحداث على تونس سيما وأنّ ليبيا هي المجال الحيوي أو «الحديقة الخلفية «لتونس كما يُقال.
ويرى البعض أنّ نجاح المسار الانتقالي في تونس رهين تطورات الوضع في طرابلس، كما نبهت بعض القراءات الحكومة التونسية إلى ضرورة مراقبة الوضع عن كثب لأن شبح الحرب الأهلية يحدّق الآن بالجارة ليبيا وعليه فإنّه يتوجب على تونس الاستعداد للانعكاسات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية لأنّ الوضع مفتوح على كلّ الاتجاهات.
بسمة المعلاوي