تونس-افريكان مانجر
لم يكن اسم مهدي جمعة رئيس الحكومة المرتقب مطروحا قبل 14 ديسمبر الجاري، الموعد النهائي الذي حدده كما هو معلوم الرباعي الراعي للحوار الوطني للحسم في الشخصية التي ستخلف علي العريض.كما لم يُعلن أي حزب و بصفة رسمية أنّه هو من اقترح إسم وزير الصناعة الحالي في حكومة “الترويكا” ،عدا بعض التسريبات التي تتحدث عن دعم من هذا الحزب أو ذاك.
منظمة الأعراف صاحبة المبادرة
و بإتصال مع عضو مجلس شورى حركة النهضة حمزة حمزة أكد اليوم الخميس 19 ديسمبر 2013 ل”افريكان مانجر” أنّ الاتحاد التونسي للصناعة و التجارة و الصناعات التقليدية هو الطرف الأول الذي بادر باقتراح اسم مهدي جمعة على طاولة الحوار الوطني،و هو ما قد يدعم صحة بعض التسريبات التي تقول إن رئيسة منظمة الأعراف وداد بوشماوي أحد المنظمات الراعية للحوار تقف وراء ترشيح مهدي جمعة.
و الحقيقة أنّ هذه النقطة و على أهميتها في رفع اللبس عن بعض الجزئيات التي تُحرك المشهد السياسي التونسي، ما تزال غامضة لتطرح السؤال حول حقيقة ما يُحاك في الكواليس. و لماذا يتهرب مرشحوه من تبنيه رسميا.
في المقابل امتنعت بعض الأحزاب عن مدّنا باسم الجهة التي بادرت بطرح اسم مهدي جمعة و راهنت عليه للوصول إلى القصبة،فقد رفض القيادي بالجبهة الشعبية منجي الرحوي الحديث،قائلا إنّ الجبهة الشعبية عندما غادرت قاعة الحوار للتشاور عادت لتجد اسم وزير الصناعة في حكومة العريض قد أُدرج ضمن قائمة الاختيارات.و كشف لنا الرحوي أنّه يعلم من يدعم مهدي لكنه يرفض التصريح بذلك.
و من جانبها نفت المكلفة بالإعلام بحزب نداء تونس عائدة القليبي علمها بالجهة التي راهنت على ورقة مهدي جمعة لتولي منصب رئاسة الحكومة.
أحزاب ترفض التصريح
تحفظ عدد من الأحزاب عن التصريح علنا بالجهة التي رشحت مهدي جمعة مرده بلا شك حسابات ضيقة لهذا الطرف أو ذاك، وتقول بعض النخب السياسية الأخرى إن وداد بوشماوي لا ترغب في التصريح بذلك رسميا حتى لا تورط منظمة الأعراف في مستقبل ما يزال غامضا خاصة وأنّ مهدي جمعة لم ينجح في تحقيق التوافق حول شخصه كما شكك البعض في نجاحه في المهمة الجديدة التي سيتسلمها في غضون الأسابيع القليلة القادمة بحسب ما تنص على ذلك بنود خارطة الطريق التي حددها الرباعي الراعي للحوار الوطني.
و يقول البعض أيضا إن مهدي جمعة سيكون أمام مهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة في تشكيل حكومة مستقلة أو مراجعة التعيينات الحكومية التي حدثت في حكومة “الترويكا”،لأنّ هذا الأخير و على حدّ قولهم مدعوم أيضا من قبل حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس و لن تسمح له بتهديد مصالحها أو لخبطة أوراقها سيما وأنّ الحركة مقدمة على خوض غمار الانتخابات خلال الفترة المقبلة.
وللإشارة فإنّ ترشيح مهدي جمعة أثار الكثير من الجدل وفتح الباب أم عدّة تأويلات،لأنّ اسمه لم يكن مطروحا من قبل و أُخرجت ورقته في الربع ساعة الأخيرة كما يُقال ليكسب الرهان.و قد ذهب البعض الى حدّ الحديث عن تدخل أجنبي في ترشيحه.