تم مؤخرا الإعلان عن إصدار أول جريدة في تونس تتبع التيار السلفي تحمل عنوان “الدارين” يتم توزيعها مجانا على القراء، بحسب إعلان قامت به مجموعة “الزعيم الصادق صالح بن يوسف” على الانترنت لفائدة الجريدة السلفية.
وقد تضمنت “أولى” الجريدة المتكونة من 32 صفحة عناوين عديدة تتمثل اساسا في : • حادثة العلم بمنوبة: رب ضارة نافعة.
• ماذا لو فاز العلمانيون في الانتخابات القادمة: هل تتكرّر مجزرة اليوسفيين والنهضاويين مع السلفيين؟ • من قال إن معركة الشريعة في الدستور قد انتهت؟ • عندما لا يكون السلفي طرفا في الحدث: الإعتداء على لطفي حاجي مراسل الجزيرة يمر في هدوء.
• ليست الجريمة الأولى : علماني متشدد يعتدي بسيف على تلميذ متدين • السلفيون يطالبون بضمانات دستورية لحمايتهم من الاضطهاد.
• مؤتمر الدساترة والعلمانيين في المنستير: هل كل شيء مقبول عدا الإسلام.
• هل يعظم الدساترة والعلمانيين بورقيبة أكثر من الرسول الأكرم ويلاحظ أن جل هذه العناوين تحمل العداء لمن يسمون “العلمانيين” من الناحية الفكرية و”الدساترة” من الناحية السياسية إلا أن بعض المراقبين يعتبرون أن مثل هذا الفضاء الإعلامي قد ينجح في امتصاص العف الميداني الذي يصدر دائما عن السلفيين وخاصة التكفيريين منهم.
وقد تولت مجموعة تطلق على نفسها “الزعيم الصادق صالح بن يوسف” الترويج لهذه الجريدة الأولى من نوعها في تونس.
واعتبرت هذه المجموعة ” أن الجريدة تحمل مقالات غاية في الروعة و طرائف و كاريكاتير و صفحات خاصة بالمجوهرات و الديكور و الاعجاز العلمي في القرآن”، بحسب تعبيرها على صفحتها بموقع “الفيسبوك”.
وقد أثار هذا الترويج ردود أفعال مستنكرة ممن يحسبون على التيارات غير الإسلامية حيث اعتبروا أن صفحة “الزعيم الصادق: صالح بن يوسف” تعمل على التقرب إلى حكومة “النهضة” والإشهار لأول جريدة سلفية في تونس وهو ما يكشف عن هوية “التيار اليوسفي الجديد” الذي يعمل على تصفية حساباته السياسية مع مبادرة رئيس الوزراء السابق الباجي قائد السبسي “نداء الوطن” لتجميع الأحزاب الوسطية والدستورية.
ويعمل أنصار “صالح بن يوسف” الذي اغتيل في 1961 في ألمانيا، على الضغط حاليا على حكومة “النهضة” رغم مساندتهم لها والدفاع عنها، للتحقيق في ما يسمى “جرائم الرئيس الأول لتونس الحبيب بورقيبة” ضد اليوسفيين الذين انقلبوا عليه بعد انشقاقهم عن الحزب الحر الدستوري عام 1956 في صراع على الزعامة.
في المقابل يرد أنصار اليوسفيين في موقعهم على الانترنت بأنهم “لا يشكون في أن هناك حملة تشويه ضد السلفيين قد خلقها التجمعيون و الدستوريون للرجوع الى الساحة السياسية وهو ما سيزيدهم اصرارا على الدفاع على هذه الفئة المقموعة ” حسب تعبيرهم ، مضيفين أن “هذه التصرفات ليست بجديدة على ايتام المخلوع الأول” بحسب وصفهم للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.
وجاء في افتتاحية هذه جريدة “الدارين” السلفية أن “هذه الجريدة هي صرخة في وجه اعلام العار الذي يخدم أجندة ازلام النظام المقبور…و يقدس الفن والمجون والانحلال و ينتقد الدين و المقدسات. اعلام زاغ عن طريق الحق بدعوى قشور الحداثة..”، بحسب افتتاحية هذه الجريدة السلفية التي تكشف مدى عدائها لكل من يختلف عن التيار السلفي.