ذكر تقرير للمصرف الدولي أن دول إفريقيا جنوب الصحراء قاومت الأزمة الإقتصادية العالمية بصورة أفضل مما كان متوقعا وأفضل من .مقاومتها لفترات التباطؤ العالمي السابقة
إلا أن التقرير حذر من أن الكثير من الدول التي تعاني من قيود في التمويل في الإقليم لديها مجال محدود كما أن قدرتها على التعامل مع الصدمات .الخارجية في المستقبل تقلصت كثيرا
وأشار تقرير المصرف الدولي حول الأفاق الإقتصادية 2010 الذي صدر نهاية الأسبوع إلى أن الصدمات للدول الإفريقية ربما تنشأ من الوضع الحالي في الدول الأوروبية عالية الدخل لأن إمكانية حدوث عرقلة كبيرة نتيجة للقلق حول أستمرارية الديون الإقتصادية في عدد .من الإقتصاديات الأوروبية تبدو حقيقية
وأوضح التقرير أن الكثير من الدول الإفريقية لديها علاقات تجارية وثيقة مع الإقتصاديات التي تتعرض للخطر وهناك إحتمالات لحدوث إنخفاض كبير في تدفقات المساعدة في السنوات القادمة إذ أن تشديد الدول المانحة عالية الدخل للسياسة المالية سيضغط هذا .الفضاء المالي المحدود أكثر
وحول التطورات الأخيرة لاحظ التقرير أن النمو العام للناتج الخام الإقليمي تباطأ من 5 في المائة في سنة 2008 إلى 6ر1 في المائة في سنة 2009 . وكان النشاط أكثر مرونة بإستثناء جنوب إفريقيا حيث تباطأ .الناتج الخام المحلي من من 8ر5 إلي 7ر3 في المائة
وتعززت المرونة في الدول قليلة الدخل والهشة نتيجة لتكثيف المساعدة خاصة للدول الخارجة من نزاعات. وزاد الناتج الخام المحلي في الدول قليلة الدخل بحوالي 9ر3 في المائة في 2009 أي بإنخفاض بنسبة 5ر1 في المائة عن نسبة النمو التي تم تسجيلها .في فترة الإزدهار
وأشار التقرير إلى زيادة في مخاطر تراكم ضغوط التضخم في دول منطقة الفرنك الإفريقي حيث انخفضت عملاتها تمشيا مع اليورو ما يجعل السلع المستوردة .وخاصة النفط أكثر تكلفة
وأوضح التقرير “أنه على النقيض من ذلك فإن إنخفاض الفرنك الإفريقي سيساعد في تعزيز المنافسة الخارجية للدول التي تربط عملتها مع اليورو” مشيرا إلي أنه لا يمكن تجاهل مخاطر تأثر القطاعات المصرفية للدول الإفريقية بالأزمة المصرفية في منطقة اليورو بالنظر إلى أن المصارف الأوروبية وخاصة الفرنسية لا .تزال مهيمنة في منطقة الفرنك الإفريقي
وذكر التقرير “أن هذه المصارف لم تظهر حتى الآن أية مؤشرات شدة بالرغم من هذه المخاطر لأنها مدمجة محليا وتعتمد على الودائع المحلية”.0 وأشار التقرير إلى ان هذه المصارف تقوم بدور محدود في الإقتصاديات المحلية وتستثمر معظم أموالها .في ديون الحكومة
ويمكن أن تقوم المصارف الأوروبية التي تواجه خسائر من محفظة قروضها لليونان ودول الإتحاد الأوروبي الأخرى بإعادة رؤوس أموالها من فروعها في دول منطقة .الفرنك الإفريقي
وأعلن المصرف الدولي في تقريره أن المخاطر لإقليم إفريقيا جنوب الصحراء خارج الأزمة المتفاقمة في أوروبا “متوازنة بدرجة كبيرة وتتعلق معظم المخاطر الهامة بتعزيز وإستمرار الإنتعاش الإقتصادي وخاصة في الدول عالية الدخل”.0
وحذر المصرف الدولي في تقريره من أن السحب النهائي للحوافز المالية والنقدية يمكن أن يضعف الإنتعاش في المدى القصير مع أن الإنسحاب البطئ للحوافز المالية والنقدية في الدول عالية الدخل .سيقود إلى عدم توازن الإقتصاد الكلي إذا تأخر كثيرا
وتزايدت التقلبات في الإقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة في مجال أسعار السلعة وأسعار التبادل وتطورات .الأسواق المالية
وأوضح التقرير أن التدفق القوى لرأس المال يشكل أيضا تحد إضافي للسياسة بالنسبة لبعض دول الإقليم .حيث أن إرتفاع قيمة العملة سيخفض المنافسة الخارجية