تونس –افريكان مانجر
قال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إنّ حركة النهضة حلّت في المرتبة الثانية بعد حزب نداء تونس خلال الانتخابات التشريعية بتخطيط منها، قائلا إنّها لو أرادت الحصول على أغلبية المقاعد لكان لها ذلك.
ووصف الاتحاد في بيان أورده اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2014 في صفحته الرسمية على الفايسبوك راشد الغنوشي رئيس الحركة ب “المدّرب المحترف”، بعد أنّ شبّه الانتخابات التي جرت الأحد الماضي بمباراة كرة قدم.
“حرق” أوراق الأحزاب العلمانية
واعتبر اتحاد علماء المسلمين أنّ حركة النهضة عندما قبلت بالمرتبة الثانية في الانتخابات التي كشفت نتائجها الأولية احتلال حزب حركة نداء تونس المرتبة الأولى بما يقارب عن 80 مقعدا أي ما يعادل تقريبا 38 بالمائة من اجمالي مقاعد نواب البرلمان المقبل فهي قد ازاحت عنها عبء المسؤولية ومشاكل حكم دولة نامية وفق تعبيره.
وأضاف الاتحاد أنّ حزب النهضة اختار ان يكون “متحكما” أي مراقبا في المشهد، مُضيفا أن الشعوب دائما ما تلقى باللوم فى حالة الفشل على الحزب الحاكم، كما قال ذات المصدر إنّه لن يمر في تونس أي قانون أو تشريع إلا بعد موافقة حزب النهضة.
وقال الاتحاد إنّ التجربة أن حزب النهضة وحده يساوى فى الشعبية كل الأحزاب التونسية مجتمعة، مُؤكدا أنّ حزب راشد الغنوشي سيعود الى الحكم مستقبلا.
كما جاء في بيان اتحاد علماء المسلمين النهضة بحلولها في المرتبة الثانية ستتسبب في “حرق” أوراق الأحزاب “العلمانية” حسب قوله، مضيفا في السياق ذاته أنّ النهضة ستكون في صفوف المعارضة لكي تتجنب الأخطاء عند اعتلائها السلطة من جديد.
النداء في المرتبة الأولى…والنهضة ثانيا
وبحسب نتائج اولية شبه كاملة غير رسمية فقد حصد نداء تونس حوالي 38% من مقاعد البرلمان مقابل نحو 31% حققها حزب النهضة، ليصبح نداء تونس هو حزب الأكثرية الذي ينتظر ان يكلف بتشكيل الحكومة، لكنه سيتوجب عليه التحالف مع أطراف سياسية اخرى لضمان الأغلبية البرلمانية.
تراجع الإسلام السياسي
وفيما اعتبرت بعض الأطراف انّ صعود حركة نداء تونس في الانتخابات التشريعية لم يكن منتظرا، فقد أكد عدد آخر من المراقبين أنّ توزيع الخارطة السياسية بالشكل الذي عليه الآن كان متوقعا.
اختيار عقابي
وفي تصريح ل “افريكان مانجر” اعتبر المحلل السياسي جمعة القاسمي، أنّ التونسيين اختاروا حزب الباجي قائد السبسي عقابا بحدّ قوله لحركة النهضة التي حاولت في وقت من الأوقات “أخونة” المجتمع التونسي. كما لاحظ محدثنا أنّ هذه النتائج تعكس تراجع الإسلام السياسي ليس فقط في تونس وإنّما أيضا في المنطقة العربية باعتبار أن الاخوان فشلوا في مصر وليبيا أيضا وفق تعبيره.
وللإشارة فإنّ حركة النهضة كانت الحزب الفائز بالنصيب الاوفر في اول انتخابات بعد ثورة 14 جانفي والتي أّجريت يوم 23 أكتوبر 2011، بعد أن حصلت على 89 مقعدا ثم تلاه حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بعدد 29 مقعد، فيما حلت قوائم العريضة الشعبية ثالثا بنصيب 26 مقعدا.