ضرورة تفتح المحيط الجامعي على الفضاء الصناعي والتوجه أكثر نحو التجديد التكنولوجي في ميدان تقنيات الاتصال والمعلومات لدعم الاستثمار والتشغيل وما تتيحه بالأخص للدول النامية من فرصة تاريخية لاختصار سبل التنمية والانتقال من مستهلك إلى منتج للذكاء ومصدر له وكذلك ضمان تموقع متميز ضمن الاقتصاد العالمي الجديد…مواضيع مثلت محور المنتدى 12الذي نظمه صباح اليوم الأربعاء طلبة المدرسة العليا للاتصالات بالقطب التكنولوجي بالغزالة تحت عنوان “مهندسو التكنولوجيات الحديثة: التحديات الراهنة والتجديد” بحضور عدد من الطلبة والأساتذة الجامعيين من تونس ومن الخارج وأصحاب المؤسسات العاملة في قطاع الاتصالات.
فهل أن الاستثمار في القطاعات ذات العلاقة بتكنولوجيات الاتصال وتوظيفها لخدمة التنمية واستحثاث نسق التقدم الاقتصادي بقي حكرا على عدد من البلدان دون أخرى؟
للاجابة على هذا السؤال يقول قيس مبروك جامعي في مدرسة المهندسين في ضواحي باريس أن منطقة شمال إفريقيا تعد منطقة واعدة للاستثمار في تكنولوجيات الاتصال وان تونس تحتل المرتبة الأولى على المستوى الإفريقي في تكنولوجيات الاتصال والمعلومات والثالثة في العالم العربي والخامسة والثلاثين على المستوى العالمي.وأكد أن الإشكال الذي بقي مطروحا اليوم هو غياب هذه الثقافة لدى أصحاب رؤوس الأموال الذين يتوجهون إلى أنواع أخرى من المشاريع كما أن صادرات تونس في هذا المجال تفتقد إلى منتوج ذي قيمة مضافة عالية.
وأشار الى أن قطاع الاتصالات في تونس يساهم بحوالي 8 بالمائة في الناتج الداخلي الخام وهي نسبة تعد اكبر مما توفره بعض القطاعات الأخرى على غرار القطاع السياحي الأمر الذي يجعلنا نفكر في التوجه نحو هذه المجالات التي لها انعكاسات على الجانبين الاجتماعي والاقتصادي فهي تساهم في خلق الثروات من جهة وتوفر مؤسسات و مواطن شغل من جهة أخرى.
أما فيما يتعلق بالتحديات المطروحة تحدث الأستاذ قيس مبروك عن ضرورة التركيز والعمل على عنصر التجديد والقطع التام مع الحواجز الاجتماعية السابقة التي تتوجه نحو الاستثمار في قطاعات أخرى فضلا عن تدعيم الشراكة بين المؤسسات التونسية الكبرى العاملة في قطاع التكنولوجيات والجامعات خاصة في مجال البحث العلمي والتأكيد على دور الدولة في عمليتي المرافقة والمتابعة.
من جانبه ابرز الجامعي فاروق كمون أنه لا بد اليوم من التركيز على مسالة التجديد التكنولوجي لتنمية قدرات اقتصادنا التنافسية وفتح آفاق جديدة أمام الفاعلين.
وأضاف أن عدد الطلبة المسجلين في مجال تقنيات الاتصال والمعلومات قد سجل خلال السنة الدراسية 2009_2010 تطورا هاما مشيرا إلى أن القطاع يساهم بنسبة كبيرة من ناحية خلق مواطن الشغل تفوق على الأقل 6 بالمائة. وشدد على ضرورة العمل وفق سياسة متكاملة ترتكز عل عنصر التجديد في كل الميادين ومن خلال تفتح الجامعة على المحيط الصناعي وتوفير بنية تحتية ملائمة فضلا على توفر عنصري التمويل والتشجيع.
ووصف مدير المدرسة العليا للاتصالات المحور الذي يتناوله المنتدى هذه السنة بالهام و أوضح أن إدارة المدرسة أرادت من خلاله تشجيع الطلبة على مواكبة عنصر التجديد وإتاحة الفرصة لهم للتعرف على أصحاب المؤسسات العاملة ضمن اختصاصاتهم والاحتكاك بهم للبحث عن فرص للقيام بتربصات أو للعمل بالنسبة للأقسام النهائية أو لإتمام رسائل ختم الدروس الجامعية وكذلك الانفتاح على محيط العمل ومعايشته عن قرب.
أما بالنسبة لأصحاب المؤسسات فقد ترك لهم المجال للإصغاء لمقترحاتهم وانتقاداتهم. وأفادنا السيد منير الفريخة انه يتم الاستعداد لتنظيم منتدى أخر تحت عنوان “نحو شراكة أفضل بين الجامعة ومحيط العمل” الذي سيواكبه مجموعة من الأساتذة الجامعيين من الخارج ويستعرض أيضا بعض الأمثلة على غرار المثال الألماني و المثال الياباني والفرنسي.