تونس-أفريكان مانجر
مرّة أخرى، شهد سعر صرف الدّينار التّونسي تراجعا قياسيّا أمام الدّولار، حيث بلغت قيمة الدّولار 2.010 د وقد رجّح بعض الخبراء الاقتصاديين أن يتواصل هذا الانهيار خلال الأيّام القادمة، خاصّة وأنّ سعر صرف العملة الموحدة لمنطقة الأورو تراجع مقابل الدّولار خلال تداولات يوم الثّلاثاء الفارط دون عتبة 1.08 دولار للمرّة الأولى منذ نحو 12 عاما، متأثّرا بخطّة تنشيط اقتصاد منطقة الأورو.
يذكر أنّ الدّولار بلغ أعلى مستوى له منذ ثماني سنوات مقابل “الين” مع توقّع المتعاملين أن يرفع الاحتياطي الفدرالي الأمريكي نسبة الفائدة عد تسجيل الاقتصاد الأمريكي نتائج جيّدة جدّا.
على الصّعيد الوطني يشار إلى أنّ الدّينار التّونسي شهد أيضا تراجعا كبيرا في علاقة بالدّولار الأمريكي مواصلا نسق الانزلاق، ويعود ذلك أساسا حسب بعض الخبراء الاقتصاديين إلى التّضخّم الذي يعيشه الاقتصاد التّونسي وفقدان القدرة التّنافسيّة في السّوق الخارجيّة.
وفي هذا الإطار، أوضح وجدي بن رجب الخبير الإقتصادي في تصريح لـ “أفريكان مانجر” أنّ سعر الدينار مقابل الدولار يعكس مستوى القدرة التنافسية للاقتصاد التونسي والطلب على الدينار مقابل العملات الأجنبية، مبرزا أنّ هذا الانخفاض يمكن تفسيره بتراجع الاستثمار الأجنبي المباشر، وتراجع عائدات السياحة، وأيضا بتراجع مستويات التصدير مع ارتفاع نسبة الواردات وتفاقم العجز التجاري.
وعن التداعيات المباشرة لانخفاض قيمة الدّينار المستمرّ، أكّد بعض الخبراء الإجتماعيين أنّ هذا الاخفاض في قيمة الدينار من شأنه أن يضاعف قيمة الدّيون الخارجيّة وبالتّالي قيمة الاستخلاص سترتفع ويرتفع معها العجز في الميزانيّة العامّة للدّولة وهو ما سيدفعها لاحقا إلى التّداين من جديد وهو ما سيجعل الاقتصاد التّونسي يدور في حلقة مفرغة ينطلق من التّداين وينتهي بإعادة التّداين لاستخلاص الدّين الأصلي، وهو ما سينتج عنه تضخّما ماليا، وانهيارا للاقتصاد.