تونس- أفريكان مانجير
أفادت تقارير صحافية متطابقة أنه تم اليوم الجمعة 22 جوان إطلاق سراح الناطق باسم تيار أنصار الشريعة عبد الوهاب العياري في سوسة الذي تم اعتقاله على هاش أحداث العنف التي وقعت الأسبوع الماضي في مختلف الولايات التونسية.
ويأتي هذا الإجراء بعد اقل من ثلاثة أيام من إطلاق سراح أشخاص يرجح انتماءهم إلى التيار السلفي على إثر أحداث مدينة الزهراء التي عرفت مداهمات من طرف الفرق الأمنية المقاومة للإرهاب، الأمر الذي أثار تحفظ المراقبين واستغرابهم من الأسباب الحقيقية وراء القبض على هؤلاء ومن ثمة اطلاق سراحهم.
وقالت التقارير إنه سيتم إحالة العياري على القضاء في وقت لاحق بعد أن تقرر بقائه في حالة سراح.
وكان راديو “كلمة” أورد منذ يومين أنه عرض الناطق الرسمي باسم تيار انصار الشريعة عبد الوهاب العياري على قلم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بسوسة بعد ان تم استقدامه من مركز الاعتقال في بوشوشة حيث تم تحويله الى هناك يوم الجمعة الماضي.
وقد اتخذ وقتها اعوان الامن بالمحكمة الابتدائية احتياطات أمنية مشددة ومنع المواطنين من دخول المحكمة قبل عرض المتهم على حاكم التحقيق كما تم طرد افراد عائلته.
وادعى بلال العياري شقيق المتهم في تصريح لراديو كلمة أن أخاه تعرض الى تعنيف شديد في مركز القرجاني و ان اثار التعذيب بادية على وجهه و أشار إلى أن قوات الامن و السلطة السياسية في الجهة أعربت في المدة الاخيرة عن قلقها من تحركات شقيقه الذي تبنى قضية السجين آدم بوقديدة المعتقل على خلفية احداث بئر علي بن خليفة.
وللتذكير فإنه تم اعتقال العياري على إثر أحداث العنف التي جدت مؤخرا في مدينة سوسة يوم الثلاثاء 12 جوان الحالي وأعتقل عبد الوهاب العياري بتهم تتعلق بالإرهاب.
اطلاق سراح مجموعة سلفية
وفي سياق متصل كانت معلومات سربت حول إطلاق سراح المجموعة المكونة من 15 شخصا والتي يرجح انتماءها للتيار السّلفيّ والذين تمّ إلقاء القبض عليهم يوم الجمعة 15 جوان 2012، بالزهراء من ولاية بن عروس، لعدم ثبوت أدلّة ضدّهم.
وكانت مدينة الزهراء شهدت اشتباكات عنيفة يوم الجمعة الماضي بين عناصر سلفية وفرقة مجابهة الإرهاب، تمّ خلالها القبض على 15 شخصا في إطار التصدي لمحاولات التخريب والإخلال بالأمن العام، بعد أن عمدت مجموعة منهم رشق مركز الأمن بالمدينة بالحجارة.
وقانت فرق مجابهة الإرهاب باقتحام مقهى بشارع “النخيل” بالمدينة، وهو على ملك أحد المحسوبين على التيّار السلفي، اعتاد السلفيون ارتياده.
كما قامت فرق مجابهة الإرهاب باقتحام مدرسة قرآنية، حيث جدّت إشتباكات عنيفة بينها وبين مجموعة من السلفيين وقد تمّ إيقاف 15 شخصا وحجز ثلاث زجاجات حارقة بمسجد “الصفاء” بنفس الشارع.
وأثارت قرارات اخلاء سبيل هؤلاء تخوف مراقبين وريبتهم من حقيقة الإفراج عنهم خاصة وأن ظروف اعتقال هؤلاء تطلبت تدخل فرق أمنية خاصة بعد قيامهم بأعمال عنف تدينهم على غرار الاعتداء على المقرات السيادية أو الأملاك الخاصة مثل هجومهم على الخمارات.
يشار إلى أن المجموعات السلفية تضغط على الحكومة وقيادات النهضة لإطلاق سراح موقوفين مورطين في أحداث بئر علي بن خليفة المتهمين بعمليات ارهابية.
وكان قيادي السلفية الجهادية سيف الله بن حسين الملقب بأبي عياض قال في مقابلة صحافية مع جريدة الصباح إن التعذيب لا يزال قائما، وإن معتقلي بئر علي بن خليفة عذبوا عذابا لم يعذب مثله أحد في عهد بن علي، مشيرا إلى أن المعتقل آدم بوقديدة عذب بالماء والكهرباء في هذه القضية، متهما علي العريض بعلمه بهذا الأمر وتستره عليه. وكان أبو عياض توجه بالتهديد المباشر لوزير الداخلية من حزب النهضة علي العريض معلنا في المقابلة الصحافية أن بقاءه على رأس وزارة الداخلية سوف لن يطول.