أعلنت الشركة العربية للاستثمارات البترولية (ابيكورب)، التي تصنف كمصرف تنمية متعدد الأطراف تعود ملكيته للدول العشر الأعضاء في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، هذا اليوم عن بلوغها مرحلة متقدمة من مباحثات تستهدف التخارج من استثمارات رئيسية وإعادة توظيف حصيلة تسييل قيمة أصولها في مشاريع نفط وغاز جديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تماشياً مع خطتها الخمسية الهادفة إلى استمرار التوسع في تنويع محفظتها الاستثمارية.
وجاء في بيان صحفي في هذا الصدد وحسب قول أحمد بن حمد النعيمي، الرئيس التنفيذي والمدير العام لابيكورب أنه “بفضل التشجيع القوي من مجلس إدارتنا والدور المحوري الذي يلعبه قطاع النفط في الانتعاش الاقتصادي، والتصنيف الائتماني المرتفع الذي منحته مؤسسة “موديز” لنا للمرة الأولى، نشعر أننا أمام فرصة ثمينة للتخارج من بعض الاستثمارات وإعادة توظيف الحصيلة تسييلها في استثمارات جديدة، بهدف تعزيز تنويع محفظة استثماراتنا في قطاع النفط والغاز”.
وكشف السيد النعيمي عن بلوغ ابيكورب مرحلة متقدمة من مباحثات تستهدف التخارج من اثنتين من حصصها الرئيسية في أسهم شركات النفط والغاز، وقال: “يتميز هذان الاستثماران بجدواهما الاقتصادية الفائقة، ونحن نعتقد أن الوقت قد حان الآن لكي تعود أصولهما إلى مستثمرين جدد يبحثون عن فرص استثمارية عالية الجودة وتتميز بسيولتها المرتفعة نسبياً في قطاع النفط والغاز، بينما ستعيد ابيكورب توظيف حصيلة تسييل قيمة هذين الاستثمارين في تطوير مشاريع جديدة”. تماشياً مع دور ابيكورب الرائد والأساسي، كمصرف تنموي، في دعم وتطوير هذه الصناعة بالمنطقة
وأشار السيد النعيمي إلى أن الشركة تسعى لإعادة توظيف حصيلة تسييل قيمة الاستثمارات التي سوف تتخارج منها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في مشاريع التنقيب والإنتاج بالإضافة إلى مشاريع المعالجة والنقل والتسويق والتخزين في قطاع النفط والغاز، وقال: “تتماشى هذه المبادرة مع أهداف خطتنا الخمسية 2010 2014 والتي تستهدف توسيع نطاق استثماراتنا في مشاريع جديدة في قطاعات النفط والغاز والمرافق. كما يوفر قطاع الطاقة في المنطقة فرصاً استثمارية ممتازة تقدر قيمتها بنحو 470 مليار دولار أمريكي¹. وتعتزم ابيكورب الاستفادة من تلك الفرص لتعزيز النمو الاقتصادي في الدول العربية”.
أوضح السيد النعيمي أن أسواق المملكة العربية السعودية التي يقع فيها المقر الرئيسي لابيكورب، تمثل هدفاً رئيسياً للاستثمارات الجديدة التي يخطط المصرف متعدد الأطراف لدخولها، وقال: “توفر مشاريع النفط والغاز الكبرى التي تخطط المملكة لتنفيذها خلال الأعوام القليلة المقبلة، والتي تقدر قيمتها بنحو 139 مليار دولار، فرصاً فريدة للاستثمار في أسهم تلك المشاريع. ونحن نسعى من خلال هذه المشاريع إلى تعزيز وجودنا القوي بالفعل في المملكة. وأضاف قائلاً: “تعتبر المملكة أحد أكبر المساهمين في ابيكورب بحصة تبلغ نسبتها 17%، حيث تصل نسبة استثماراتها إلى 65% من محفظة المساهمات و 37% من الحجم الكلي للقروض في المملكة. ولعبت ابيكورب دوراً حيوياً في رعاية تنمية قطاع الطاقة العربي منذ تأسيسها عام 1975. ويستثمر المصرف في 14 مشروعاً مشتركاً في قطاع النفط والغاز، كما ساهم في تقديم قروض مباشرة وتجميعية تقارب قيمتها 123 مليار دولار أمريكي لمشاريع قطاع الطاقة، وأقرض الدول الأعضاء في المنظمة وغيرها من الدول العربية نحو 10 مليارات دولار أمريكي. وتتوقع ابيكورب تضاعف قيمة محفظة استثماراتها المباشرة والتي بلغت 257 مليون دولار بنهاية عام 2006، بحلول نهاية خطتها الخمسية 2010 2014.
يذكر أن ابيكورب أعلنت الشهر الماضي، عن تحقيق صافي أرباح للنصف الأول من عام 2010 الجاري بقيمة 47 مليون دولار، متجاوزة توقعاتها ومسجلة زيادة قدرها 95% عن نتائج نفس الفترة من العام الماضي. وكانت الشركة قد أعلنت تحقيق أرباح صافية بقيمة 59 مليون دولار في نهاية عام 2009 بزيادة قدرها 111% عن العام السابق 2008.
وفي معرض تعليقه على هذه النتائج، قال السيد النعيمي: “تعكس هذه النتائج القوية والمتواصلة متانة أسسنا المالية وسلامة النهج الذي تتبعه الشركة في إدارة أعمالها وقدرتنا على تجاوز آثار الأزمة المالية التي عصفت بأسواق الائتمان والسيولة النقدية”.
وختم السيد النعيمي بقوله: “نجحت ابيكورب خلال العقود الثلاثة الماضية في التغلب على انعكاسات العديد من الأزمات الإقليمية وفترات تدني أسعار النفط، من خلال الاكتفاء ذاتياً ومن دون مواجهة صعوبات كبيرة. إذ أننا إضافة إلى ما نتمتع به من مسيرة أداء رائعة حتى الآن، نمتاز بوضع جيد يسمح لنا توسيع آفاق نموذج عملنا الراهن”.
وكانت ابيكورب قد حصلت على إشادة قوية بملاءتها الائتمانية في جوان الماضي، حين منحتها مؤسسة “موديز إنفِسترز سيرفِس” تصنيف A 1 عن الديون طويلة الأجل وتصنيف Prime 1 عن الديون قصيرة الأجل. وبلغ معدل كفاية رأسمال ابيكورب بعد احتساب المخاطر نحو 25% بحلول نهاية عام 2009. وتتوقع الشركة التي يعد وضعها المالي أقوى من وضع معظم المصارف التجارية الحائزة على تصنيف A، ارتفاع معدل كفاية رأسماله إلى 30% بحلول عام 2014، وبصفتها مصرف تنمية متعدد الأطراف، تتمتع ابيكورب في الواقع بتصنيف الدائن المفضل.
وكانت الشركة العربية للاستثمارات البترولية (ابيكورب) قد تأسست عام 1975، وتعدّ مصرف تنمية متعدد الأطراف تعود ملكيته للدول العشر الأعضاء في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، وتتمثل مهمتها في تقديم الدعم اللازم لتطوير قطاعات النفط والغاز في الدول الأعضاء من خلال قروض المشاريع، والتمويل التجاري، والمساهمات المباشرة. وتشترك في ملكيتها حكومات الدول العشر الأعضاء في منظمة أوابك على النحو التالي: المملكة العربية السعودية (17٪)، الإمارات العربية المتحدة (17٪)، الكويت (17٪)، ليبيا (15٪)، العراق (10٪)، قطر (10٪)، الجزائر (5٪)، مملكة البحرين (3٪)، مصر (3٪) وسوريا (3٪). وتقدر قيمة أصول ابيكورب بـ4.1 مليار دولار في نهاية عام 2009. ويقع المقر الرئيسي للشركة في الخبر، بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، كما تمتلك وحدة مصرفية في مدينة المنامة بمملكة البحرين