انتظمت صباح الاربعاء بمركز النهوض بالصادرات ندوة تحت عنوان”العولة منفعة غذائية واقتصاد في الميزانية” بحضور كل من وزير التجارة والصناعات التقليدية,بشير زعفوري ومدير عام المعهد الوطني للاستهلاك و منظمة الدفاع عن المستهلك والمعهد الوطني للتغذية والتقنية الغذائية…
و اعتبر وزير التجارة والصناعات التقليدية أن تنظيم هذه الندوة يأتي في توقيت مناسب باعتبار أن عديد الاسر التونسية تستعد لها ,مشيرا الى أن اختيار هذا الموضوع دليل على مدى مواكبة مختلف التطورات والتحولات التي يشهدها الاستهلاك بصفة عامة ويؤكد أيضا العناية التي توليها الاطراف المعنية الى تغيير الانماط الاستهلاكية للأسر التونسية والتي ستكون محل دراسة من قبل المعهد الوطني للاستهلاك.
وترتبط مثل هذه العادات بالأمن الغذائي للأسر,إذ ان الامن الغذائي حسب منظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة يرتكز على 3 عناصر رئيسية هي تواجد الغذاء بالكمية اللازمة وبالنوعية المطلوبة واستمرارية تواجده على مدار سنة كاملة وكذلك توفر المقدرة الشرائية الكافية لدى المواطنين ليتمكنوا من الحصول على الغذاء.
كما ان العولة تساهم في الضغط على النفقات ومواجهة غلاء أسعار المواد الاساسية والأزمات الطبيعية ومواسم الجفاف وغيرها من الظروف المعيشية الصعبة,فضلا عن قيمتها الغذائية الكبيرة و فوائدها الصحية باعتبار أنها تعد في المنزل بطرق سليمة ونظيفة ولأنها ايضا تعد آلية للادخار والتزويد وآلية تعديلية.
وأضاف الوزير ان بعض تقاليد العولة قد تم استغلالها صناعيا على غرار المشماش والتين والعوينة والطماطم المجففة,حيث تطور على سبيل المثال تصدير الطماطم المجففة من 250 طن سنة 2000 الى أكثر من 1100طن سنة 2004 ليصل الى حوالي 4000 طن سنة 2010 أغلبها(85 بالمائة) موجهة الى إيطاليا.
من جانبه,اكد الخبير الاقتصادي,وجدي بن رجب ل”أفريكان مانجر” أن “العولة” لها جانب اقتصادي فهي تسمح للمستهلك التونسي بأن يتمتع بأسعار فصل الانتاج والتي هي منخفضة مقارنة بالأسعار خارج مواسم الانتاج وهي الية لمنع الاحتكار بما أن المنتوج يتم استهلاكه طيلة السنة.
وعلى الرغم من مزايا هذه العادة يبدو أنها تتجه نحو الانقراض والاضمحلال وذلك حسب ما أبرزته الدكتورة سنية الحمزاوي من المعهد الوطني للتراث,حيث اعتبرت ان ضيق المكان والوقت وتغير نمط العيش ومنه السكن بالعمارات مثلا وخروج المرأة للعمل والتطور التكنولوجي الذي شهده قطاع الصناعات الغذائية أثر سلبا على تواصل اعتماد الاسر لهذه العادة,فضلا عن اقتصارها على العائلات الكبرى.
و يذكر أن الندوة قد شملت العديد من المداخلات الاخرى المتعلقة منها خاصة بدور المجتمع المدني في ترسيخ تقاليد العولة واستعراض تجربة ناجحة في مجال تجفيف الطماطم وتعزيز المنتجات الاقليمية في المناطق الريفية…كما تمت صياغة بعض المقترحات والتوصيات كالتأكيد على ضرورة تجذير خصائص هذه العادة الاجتماعية والتفكير في استغلال المدارس لإعداد العولة…
شادية الهلالي