كشف رجل الأعمال السعودي الملياردير المعروف سليمان الراجحي رئيس مجلس إدارة مصرف الراجحي أنه لا يملك أي ريال في حساباته وأنه قسم ثروته على أبنائه وبناته بعد أن وضع مبلغاً للوقف الخيري، لافتا أنه لا يملك حاليا إلا “الملابس التي تستره”، وفق ما نقلته باسهاب صحف خليجية.
وقال في محاضرة نظمها شباب الأعمال في الرياض: أنا ضمن الوقف، وملابسي ستكفيني حتى الموت، لا أملك ريالاً واحداً بعد أن وهبتُ مالي لزوجاتي ولأبنائي وللوقف، عمري 84 عاماً وما زلت أعمل 15 ساعة يومياً، وذاكرتي قوية بذكر الله وقراءة القرآن، ولا يهمني ماذا أتناول من طعام أو شراب، أعتز جيداً بأني بدأت حمالاً، وأسر بها أكثر مما أسر بحياتي الآن.
وأرجع الراجحي خلال اللقاء الذي انتظم مؤخرا في غرفة تجارة الرياض سبب تقسيم ثروته في حياته كي لا يكون هناك سبب للنزاع بين أبنائه على الميراث وقال «أحد أهداف تقسيم ثروتي قبل الموت هو خشيتي من وفاة أحد أفراد الأسرة قبلي؛ وأخشى أن يترتب عليه حرمانه وأبناؤه من الميراث»، لافتا إلى أنه ابتكر أسلوباً جديداً أطلق عليه ” قسمة المواريث ” استشار فيه علماء وأن الفكرة جاءته وبإرادة شخصية منه.
وبيّن الراجحي أنه ثمَن أملاكه ومن ثم قام بتقسيمها في محافظ متساوية القيمة قبل توزيعها على أبنائه بالقرعة رغم تساويها، خشية ارتفاع سعر محفظة بعد التقسيم؛ فيشعر أحد الأبناء بالظلم.
وأوضح الشيخ الراجحي أنه أخذ رأي أبنائه وزوجاته في كل المشاريع التي تم تخصيصها وقفاً لله. مشيراً إلى أن مصاريف الوقف لن تكون فقط في المساجد والتحفيظ، بل ستشمل جميع الخدمات التي تحتاج إلى تطوير مثل مرافق محطات الطريق.
وأضاف قائلا إن الوقف يشمل إنشاء جامعة خيرية ومعهد لتعليم المهارات المالية ومستشفى خيري، وغيرها من الخدمات، فيما تشمل الجامعة كلية طب وكلية تمريض ومستشفى تابعاً لجامعة سليمان الراجحي الخيرية. مبيناً أنه سيتم مستقبلاً إنشاء كلية للاقتصاد ومركز الراجحي الاقتصادي.
وأكد رجل الأعمال والمستثمر في قطاعات المال والصناعة والزراعة والعقار أن الأمن الذي تنعم به المملكة العربية السعودية هو الذي مكّنه من العمل دون خوف وبثقة وقال: «كنت أسافر بكيس من الذهب في طرقات ترابية مع سائق لا أعرفه بسبب الأمان»، ومعروف أن سليمان الراجحي يزور مشاريعه المنتشرة في المملكة بواسطة السيارة.
ونصح رئيس مجلس إدارة مصرف الراجحي أكثر من 1000 شاب اكتظت بهم القاعة بالعمل 14 ساعة يومياً إذا أرادوا النجاح، مع الحرص على الادخار وعدم التبذير وقال: «كيف نُغلق الستائر، ونُشعل الأنوار، ونستهلك الكهرباء في النهار.. المبلغ البسيط الذي يوفره المدخر من استهلاك الكهرباء لو جمعته في عشرين سنة فإنه يشتري لك شقة».
وأضاف « لم تكن زوجتي تستجيب لنصائحي في توفير استهلاك الكهرباء، فقلت لها: أي توفير في الكهرباء سأُعطيك إياه. فصرت أشعل النور وتجيء هي تُطفئه وهذا ليس بخلا ».
وتابع « ليس من الصواب أن تعطي أبناءك عشرة ريالات مصروفاً للمدرسة دون أن تُعلِّمهم أن يوفروا منها فيمكن أن يأكلوا بريال واحد فقط ويدخروا الباقي ».
وبين الراجحي أن الوقف وضع له نظامه بصك شرعي من المحكمة، يصرف 50 في المائة من دخله السنوي على أوجه الخير، والنصف المتبقي يضاف إلى استثمارات الوقف لاستمراريته، مشيراً إلى أن الوقف يشمل جامعة سليمان الراجحي على مساحة مليون متر مربع تضم مستشفى بسعة 500 سرير، وقطاعا مستقلا للجوامع يعنى بتشييد جوامع في مدن ومحافظات المملكة مماثلة لجامع سليمان الراجحي في الرياض، والعناية بالأسر الفقيرة وبموتى المسلمين ومقابرهم وكفالة الأيتام ودعم الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن والبرامج الدعوية وغيرها من أوجه الخير.
وأكد أنه ينوي أن يوجه جانباً من أعمال الوقف لترميم المساجد ودورات المياه في محطات الطرق السريعة للراحة والصلاة، خصوصا أن المملكة مقصد للحجاج والمعتمرين.
وقال “استشرت كثيرا في هذا الموضوع وسألت الأبناء والبنات والزوجات حول هذا الموضوع حتى تم اتخاذ القرار بهذا الشكل، بما يضمن عدم وجود أي خلاف لاحقا”.