تونس – افريكان مانجر
أفاد اليوم الثلاثاء 4 نوفمبر 2014 الناطق الرسمي باسم النيابة العمومية سفيان السليطي ل ” افريكان مانجر” اليوم أنّ التحقيقات مازالت متواصلة بخصوص ملابسات قدوم الفرنسي برنار هنري ليفي الى تونس مساء الجمعة الماضي، مُؤكدا أنّ زياراته تُثير العديد من نقاط الاستفهام خاصة على مستوى توقيت الزيارة وقال محدّثنا إن النيابة العمومية تبحث في ملابسات الزيارة من خلال التحقيق الذي أذنت بفتحه السبت الماضي.
وفيما يتعلق بتصريحات ليفي الذي أكد خلالها انه غير مطالب بإعلام السلطات الرسمية قبل الدخول الى تونس، اكتفى السليطي بالقول إنّ هذا الأخير من حقه أن يقول ما يشاء وسيكون للقضاء كلمته.
تفاجئ بردّة فعل التونسيين
وكان الفرنسي اليهودي برنار هنري ليفي قد وصل تونس يوم 31 أكتوبر الماضي، وقد عمت حالة من الفوضى مطار تونس قرطاج احتجاجا على قدومه، حيث استقبله عدد من التونسيين المتواجدين بالمطار بشعارات “ديغاج” وشعارات أخرى معادية له. يذكر أن برنار هنري ليفي قد عرف بدعمه للجماعات المسلحة في عدد من الدول بينها ليبيا وسوريا.
وقد عبر هنري ليفي عن تفاجأه بردّة فعل التونسيين والجدل الذي أثارته زيارته، مؤكّدا أنّ ذهابه إلى تونس لم يكن بطلب من أيّ شخص أو أيّ حزب سياسيّ.
وأوضح أنّه أقام في أحد الفنادق بضواحي العاصمة كما تعوّد في كلّ مرة يزور فيها البلاد، وأنّه قدم للقاء عدد من الليبيين، مشيرا إلى أنّ هذا الأمر لا يتطلّب استشارة السلطات الرسميّة أو الحصول على ترخيص حسب قوله.
لا حاجة لترخيص مسبق
وباتصال مع أستاذ القانون مصطفى صخري أكد ل “افريكان مانجر” أنّه كان يتوجب على وزارة الداخلية التونسية وتونس تمر بهذه المرحلة الانتقالية ادراج اسم الفرنسي اليهودي ليفي ضمن قائمة الأسماء الممنوعة من دخول التراب التونسي، وأوضح محدّثنا أنّ تأخر السلطات التونسية في وضع هذا الاجراء الحدودي هو الذي سمح للشخصيات غير المرغوب فيها من دخول تونس.
وأبرز المصدر ذاته انه لا وجود لنصّ قانوني يفرض على برنار ليفي اعلام السلطات الرسمية باعتزامه الدخول الى تونس او الحصول على ترخيص مسبق لعقد لقاء او اجتماع مع أطرا ليبية أو غيرها. كما أكد أستاذ القانون أن اللقاءات او التجمهر في الأماكن العامة هو الذي يتطلب الحصول مسبقا على ترخيص.
وشدّد مصطفى صخري على ان وإثر الجدل حل زيارة ليفي فان وزارة الداخلية التونسية مطالبة بوضع قائمة اسمية للممنوعين من الدخول.
ليفي: الاجتماع في تونس لم يكن سرّيا
وفي ظهور اعلامي له أمس الاثنين، أكّد ليفي أنّ الاجتماع في تونس ضمّ عدد من المثقفين الفرنسيين والليبيين خلال مأدبة غداء في فندق ولم يكن سريّا، تناولوا خلالها مواضيع مهمّة.
وأفاد في تصريح لقناة فرنس 24 انه رغب في عقد الاجتماع في ليبيا لكنّ “أصدقاءه الليبيين رغبوا في إقامته فرنسا لكن تعذّر عليهم ذلك لعدم حصولهم على التأشيرات لهذا اتفقوا أن يكون في بلد صديق ألا وهو تونس “البلد الذي لطالما احتضن الليبيين ورحب بهم” على حدّ تعبيره.
وحول ما تمّ تداوله عن ترحيله من طرف السلطات التونسيّة، شدّد برنار ليفي على أنه من غير المعقول أن يقع طرد مواطن فرنسي دون حجّة خاصّة أنّه لم يتلق أي اتصال من الأجهزة الأمنيّة التونسيّة لإعلامه.
وفي سياق آخر، أكّد برنار هنري ليفي أنه يناصر قيام دولة فلسطينية قوية ولكن ضمن شراكة مع اسرائيل، مشيرا إلى أنّ تدخله في مسألة إسقاط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وذلك في رده على الانتقادات الموجهة له بتخريب البلدان التي يزورها.
من هو برنار ليفي؟
ولد برنار هنري ليفي لعائلة يهودية في الجزائر سنة 1948، وقد اشتهر خاصة مع بداية “الربيع العربي”، لم يخف يوماً تماهيه مع إسرائيل ودعمه لها حتى في أكثر لحظاتها قتلاً وقصفاً واحتلالاً، حتى خلال التظاهرات الأخيرة في باريس المنددة بالعدوان على غزة، خرج الرجل الذي شارك بتأسيس الحركة الفلسفية الجديدة، خرج بمواقف متحاملةٍ على الفلسطينيين ومؤيدةٍ لإسرائيل.
منتقدوه وصفوه بغراب الثورات، فهم يقولون إنه حيثما حل “حلّ معه الخراب”، كذا الأمر كان في ليبيا؛ لعب ليفي دوراً هاماً في الترويج لأهمية التدخل الدولي، ويقول إنه صاحب الفضل في إقناع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بتنفيذ ضرباتٍ هناك.
وهو أيضا دعا لشيء مشابهٍ في سوريا، ويقال إنه حتى اللحظة يدافع عن هذا الموقف بشراسة، لذا فهو يوصف بصاحب نظرية الحرب من أجل التغيير.
ليفي البالغ من العمر 66 عاماً، وصاحب ما يزيد عن 30 كتاباً، وضعته صحيفة “جيروزاليم بوست” على لائحة الأكثر 50 يهودياً مؤثراً في العالم، ليأتي في المركز الـ 45.
بسمة المعلاوي