تونس- أفريكان مانجر
قالت رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية شفيق صرصار إن نسبة اقبال الناخبين الجملية على الانتخابات الرئاسية اليوم 23 نوفمبر 2014 بلغت 64.4% إلى الساعة السادسة ونصف مساء من اليوم وبعد غلق كل مراكز الاقتراع داخل تونس، وفق ندوة صحافية عقدها.
ويؤشر هذا الرقم على نسبة عزوف تناهز 40% من اجمالي أكثر من 5 ملايين ناخب مسجل ومن دون اعتبار نحو الثلاثة ملايين الذين اختاروا مقاطعة الانتخابات منذ البداية وما يرفع نسبة العزوف والمقاطعة إلى أكثر من 50% من مجموع التونسيين الذين يفترض أن يشاركوا في الانتخابات وعددهم أكثر من 8 ملايين.
ويلاحظ مراقبون أن نسبة الاقبال على الاقتراع تراجعت بأكثر من 10% مقارنة بنسبة الاقبال المسجلة في الانتخابات التشريعية اكتوبر 2014 والتي فاقت 70%.
تقديرات أولية
وقد أظهرت التقديرات الأولية لمكاتب سبر الآراء ومراقبي الأحزاب تقدما للمرشح قائد السبسي بنسبة تفوق 45% فيما لم يبلغ منافسه منصف المرزوقي نسبة 30 %.
فيما حقق حمة الهمامي المفاجأة ليأتي في المرتبة الثالثة وبأكثر من 10%.
وتؤشر هذه التقديرات الأولية باجراء جولة ثانية للانتخابات قبل نهاية الشهر المقبل.
استمرار الفرز
وبدأ مساء اليوم الأحد في تونس فرز الأصوات بعد إغلاق مكاتب الاقتراع في أول انتخابات رئاسية مباشرة بعد الثورة، في وقت يتوقع فيه أن يتم الاعلان عن النتائج الأولية رسميا في غضون 48 ساعة.
وانطلقت عمليات الفرز مباشرة في مراكز الاقتراع بعد إغلاقها في السادسة من مساء اليوم على أن يقع تجميع النتائج تدريجيا.
وقد أغلقت مكاتب الاقتراع التونسية أبوابها لينتهى بذلك التصويت على انتخاب رئيس الجمهورية الجديد فى أعقاب ثورة 14 جانفي 2011 التى أطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن على.
جدير بالذكر أن 56 مكتبا فى ولايات الكاف وجندوبة والقصرين كانت قد أغلقت أبوابها مع حدود الساعة الثالثة بعد الظهر نظرا للظروف الأمنية الدقيقة التى تمر بها، وفقا لقرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية، التى تنافس فيها 22 مرشحا، فيما أعلن خمسة انسحابهم.
وقالت الهيئة المستقلة للانتخابات إنها ستعلن النتائج الأولية في 48 ساعة من انتهاء التصويت.
ظروف جيدة ومرحلة جديدة
وبصفة عامة فإن الانتخابات جرت عموما في ظروف جيدة، ولم تسجل سوى بعض المناوشات التي تمت السيطرة عليها بسرعة.
وبدأت نسبة الإقبال على مراكز الاقتراع في أنحاء تونس في وقت مبكر من صباح اليوم وكانت أقل من تلك المسجلة أثناء الانتخابات التشريعية. ولاحظ مراقبون أنه بعد مرور ساعتين من فتح مراكز الاقتراع أبوابها كان نحو 12 بالمئة من الناخبين المسجلين أدلوا بأصواتهم لتكون البداية بطيئة قبل تدارك الساعات الأخيرة.
ودعي إلى هذه الانتخابات نحو 5.3 ملايين ناخب بينهم389 ألفا يقيمون بالخارج ويتوزعون على 43 دولة. ونشرت السلطات عشرات الآلاف من عناصر الجيش والشرطة لتأمين مراكز الاقتراع.
وبغض النظر عن الهنّات المسجلة في انتخابات اليوم فإن التونسيين أثبتوا قدرتهم على تجاوز أصعب المراحل السياسية التي مر بها، ودخلوا ربما مرحلة الديمقراطية الحقيقية والتي ترجمها اليوم وقوف كبار الموظفين وأبرز الشخصيات السياسية جنبا إلى جنب مع عموم الناخبين في انتظار دورهم للتصويت، وهي سلوكيات تطبقها المجتمعات المتقدمة وتدشّن ربما لعهد جديد وناجح في تونس.