تونس- أفريكان مانجر- وكالات
رجح الباحث الألماني لوتز روغلر أن هناك إيجابيات طبعت الفترة السابقة للنهضة في الحكومة التونسية، من شأنها منحها حظوظا وافرة لترؤس المشهد التونسي من خلال الحكومة التي تتمتع بصلاحيات أهم من تلك لدى رئاسة الجمهورية.
وتزامن ذلك مع ظهور راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، متفائلًا، وهو يتحدث عن ثقته بفوز حزبه في الانتخابات التشريعية القادمة.
وأعرب الغنوشي عن أمله في منح الشعب التونسي الفرصة مجددًا لـ “النهضة” لقيادة الحكومة، بعد أربع سنوات من الثورة التونسية التي شهد خلالها البلد 5 حكومات وأزمة سياسية خانقة.
ويتحدث لوتز روغلر، الخبير الألماني المتخصص في شئون الجماعات والأحزاب الإسلامية، في مقابلة مع موقع DW”عربية”، عن حظوظ حزب النهضة في الانتخابات التشريعية يوم 26 أكتوبر المقبل، مشيرًا إلى الاختلافات بين تجربتي إخوان مصر وإخوان تونس.
شعبية كبيرة
وقال لوتز روغلر انه لا يستطيع التوقع بشكل نهائي كيف ستكون نتائج الانتخابات التشريعية القادمة، إلّا أنه يعتقد أن حزب النهضة يملك شعبية كبيرة في تونس رغم العراقيل الكثيرة التي ظهرت خلال فترة حكمه. فالحزب نجح في الكثير من الرهانات، من بينها الحيلولة دون وقوع صدام بين المعسكر الإسلامي والمعسكر العلماني، وكذلك نجاح العملية الانتقالية في تونس، بحسب تعبيره.
وحسب نظره فإن ما يشفع للنهضة هو تخطيها للمرحلة السابقة دون توّرط في الفساد ودون مباشرتها لأي إجراءات قمعية في حق بعض الفئات المجتمعية، فما زالت سمعتها طيبة لدى المواطن التونسي، زد على ذلك أن الكثير من الأحزاب والتيارات التي تنافسها، إمّا أنها صغيرة وليست لها قاعدة جماهيرية كبيرة، أو أنها تعاني من تشرذم شتت جهودها، بحسب ترجيحه.
الأحزاب الاسلامية تنهل من الاخوان
واعتبر ذات الباحث أن جميع الأحزاب الإسلامية تنهل بشكل أو بآخر من مرجعية حركة الإخوان المسلمين أو تجد لها بعض التطابق في جذورها مع هذه الحركة.. واعتبر أن ما يجعل الاختلاف واضحًا بين النهضة التونسية وحزب العدالة والحرية في مصر، هي قدرة الأولى على بناء توافق وطني وعلى استقطاب الفئات المهشمة وهو ما لم ينجح فيه إخوان مصر.
ويعتبر الباحث الألماني أن تجربة حزب العدالة والتنمية في المغرب مشابهة لتجربة النهضة في تونس، فكلا الحزبين اعتمدا فكرة التوافق مع مكونات سياسية أخرى وعلى توسيع قاعدتهما الشعبية عبر استقطاب الفئات المهمشة، رغم أن السياق المغربي يختلف كثيرًا عن السياق التونسي، حيث إن صلاحيات الحكومة في تونس أقوى بكثير من تلك التي تملكها الحكومة في المغرب، بحسب تقديره.
وعن حزب نداء تونس يرى ذات الباحث أن هذا الحزب يملك حظوظًا كبيرة في الحصول على نسبة مهمة من الأصوات، فهو يجمع مجموعة من القوى التونسية، خاصة تلك التي تنتمي إلى الأنظمة السياسية السابقة كأنصار حزب التجمع الدستوري الديمقراطي وأنصار ما يُعرف بـ “البورقيبية”، لذلك فالمهمة لن تكون سهلة أمام حزب النهضة، بحسب توقعاته.
طمأنة القوى السياسية
وفي سياق آخر قال الباحث الألماني إن حركة راشد الغنوشي تريد طمأنة القوى التونسية إلى أنها لا تطمح للهيمنة على الدولة، خاصة أنها أرادت من المرشح الرئاسي أن يكون توافقيا، وهو ما رفضته بقية الأحزاب التي شدّدت على ضرورة انتخابه بشكل مباشر من الشعب،
واستنتج أن حركة النهضة في واعية بطبيعة السياق التونسي، وهي تدفع بجهودها إلى الحكومة خاصة إن علمنا أن صلاحيات الحكومة أكبر وأهم من صلاحيات الرئاسة.