تونس-افريكان مانجر
بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر من الحجر الصحي بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، تستأنف عديد القطاعات في تونس نشاطها من جديد و لكن بنسق مختلف نظرا لما تعرضت له من ركود بسبب هذه الازمة.
ومن بين هذه القطاعات، قطاع البناء والبعث العقاري الذي شهد ركودا وحالة من عدم الاستقرار و الوضوح.
ويرى بعض الفاعلين في القطاع ان مستقبل السوق العقاري يرتكز أساسا على كيفية تعامل الحكومة مع الازمة الاقتصادية بشكل عام ومع التحديات التي يواجهها القطاع بشكل خاص.
وفي هذا الشأن، أكد رئيس الغرفة النقابية للباعثين العقاريين، فهمي شعبان في تصريح لافريكان مانجر، ان قطاع البناء و البعث العقاري دخل في ازمة بسبب جائحة كورونا مشيرا الى انه تم توجيه مراسلات لرئيس الحكومة ووزير المالية والتجهيز والاستثمار تتضمن مقترحات من شأنها أن تعطي انتعاشة جديدة للقطاع.
مقترحات
وبين رئيس الغرفة النقابية للباعثين العقاريين، أن هذه المقترحات التي سيتم الخوض في تفاصيلها في لقاء سيجمعهم الاثنين بوزير المالية، تتمثل في التخفيض في نسبة الفائدة على القروض المعدة لاقتناء المساكن من الباعثين العقاريين بالاضافة الى تقليص قيمة الأداء على القيمة المضافة من 13% الى 7% مع التزام الباعثين العقاريين بتمكين المواطن من الاستفادة من هذا الإجراء من خلال تخفيض سعر المتر المربع.
كما تم اقتراح التخلي عن القيمة المضافة الزائدة المتأتية من كل مشروع وعدم مطالبة وزارة المالية باسترجاعها فضلا عن اقتراح تركيز اليات او سن قوانين تمكن من تنظيم القطاع الموازي والمهمش.
كما طلبت الغرفة الغاء ترخيص الوالي عند اقتناء العقارات من الباعثين العقاريين من طرف الأجانب بالاضافة الى ارساء امتيازات للأجانب الذين يقتنون عقارات في تونس..
الأسعار
بخصوص اسعار العقارات في الوقت الراهن، قال شعبان ان تحديد الأسعار مرتبط اساسا بسعر صرف الدينار باعتبار ان جل المواد المستعملة هي مستوردة من الخارج مشيرا الى ان ازمة الكوفيد أدت إلى نقص السلع بسبب إجراءات غلق الحدود و تراجع عمليات التوريد على الصعيد الدولي.
وأفاد محدثنا، ان التوجه اليوم نحو تشغيل المصانع التونسية و استعمال مواد تونسية الصنع للمحافظة على استقرار أسعار العقارات و ضمان عدم ارتفاعها.
كما لفت الى ان اسعار مواد البناء بعد فترة الحجر الصحي ارتفعت مقارنة بالسابق وهو ما يجعل فرضية ارتفاع الأسعار واردة .
و بين ان استعمال مواد بناء تونسية خاصة منها المواد المكملة و خلق منتوج تونسي سيساهم في دعم اليد العاملة التونسية و النسيج الصناعي في تونس.
وخلص شعبان الى ان الوقت الراهن يفرض تضافر الجهود لدفع القطاع الى الافضل من خلال اتخاذ إجراءات خاصة لدفع الاقتصاد الوطني وإنعاش قطاع البناء والبعث العقاري كتخفيض نسبة الفائدة المديرية من قبل البنك المركزي و الضغط على التكلفة من طرف الباعث العقاري.
خلق مدن جديدة
و في سؤالنا عن امكانية خلق فضاءات سكنية جديدة، أكد المتحدث وجود توجه نحو خلق مدن جديدة بعيدة عن العاصمة و خارج المناطق العمرانية.
واوضح ان هذه المسألة تتطلب تدخل الدولة لتغيير امثلة التهيئة العمرانية وبعث استشارات موسعة للخروج من المدن ذات الكثافة السكانية العالية الى مناطق اخرى.