تونس –افريكان مانجر
استبعد حزب حركة نداء تونس الفائز بالأكثرية في الانتخابات التشريعية ب 85 مقعدا حركة النهضة صاحبة المرتبة الثانية ب69 مقعدا من رئاسة البرلمان الجديد، وذلك نظرا لما اعتبره “دعما غير معلن من الحركة للمرزوقي في الدور الأول مع الإيهام بالحياد”.
القائد السبسي يرفض
وخلال اجتماع المكتب التنفيذي لحزب نداء تونس، أكد الباجي قائد السبسي نقلا عمّا جاء في صحيفة “العرب اللندنية” الجمعة 28 نوفمبر 2014 أنّ قيادات النهضة: “عملوا ضدنا ومنحوا أصواتهم للمرزوقي واليوم يجيشون الجنوب ضدنا، ولذلك فإن فكرة التحالف كانت مرفوضة منذ البداية وهي اليوم مرفوضة شكلا ومضمونا معهم مهما كانت التكاليف”.
ويأتي هذا الموقف في وقت أكدت فيها عديد المصادر أنّ حركة النهضة تُجري مشاورات غير رسمية مع قيادات من حزب نداء تونس من أجل التوصل الى اتفاقات يتمّ بمقتضاها منع رئاسة البرلمان المقبل الى النهضة. ورغم أنّ حركة النهضة تُصرّ على أنّها لم تدعم أي مترشح للرئاسة غير أنّ كل المعطيات والأرقام الخاصة بنسب التصويت تُؤكد أنّ أنصار الحركة صوّت بكثافة للرئيس المتخلي والمترشح للدور الثاني من السباق الرئاسي منصف المرزوقي.
وتقول ذات المصادر إنّ نداء تونس تنظر حاليا في إسناد رئاسة البرلمان إما لياسين بن إبراهيم رئيس حزب “آفاق تونس” الحاصل على 8 مقاعد في البرلمان والذي سبق أن أعلن دعمه لترشح الباجي قائد السبسي للرئاسة، أو لزياد الأخضر الأمين العام للجبهة الشعبية (تحالف أحزاب يسارية حاصل على 15 مقعدا) والذي أدلى بأكثر من تصريح مفاده أن الجبهة ستدعم السبسي في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.
النعرة الجهوية
ولا تزال التجاذبات والاتهامات متواصلة بخصوص تصريحات القائد السبسي بان من انتخب المرزوقي هم من الإرهابيين والسلفيين،
وفي آخر المستجدات أكد رئيس الحكومة الأسبق والقيادي في حركة النهضة حمادي الجبالي في بيان له أن “مترشحاً يفرق بين أبناء شعبه لا يستحق أن يكون رئيساً”.
ويقصد الجبالي، المرشح للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الباجي قائد السبسي، الذي علق على نتائج الدورة الأولى بأن من انتخب المنصف المرزوقي “هم من الجهاديين والسلفية والإسلاميين المتطرفين”.
وقال الجبالي، إن تصريح السبسي “خطير لا يليق بمترشح لرئاسة تونس”.
وأضاف أنه “كلام يدعو إلى التمييز الفئوي والنعرة الجهوية والأخطر منه يقسم مجتمعنا إلى شق إسلامي ومتطرف وسلفي جهادي، وشق آخر يصفه بالديمقراطي”.
ودعا الجبالي الباجي قائد السبسي الى “الاعتذار للشعب التونسي والالتزام بالدستور نصا وروحا”.
خطاب تحريضي
من جهتها، نبهت حركة النهضة في بيان لها أمس الخميس “إلى خطورة خطاب التحريض ورد الفعل وتقسيم التونسيين على أساس انتمائهم الفكري أو السياسي أو الجهوي وتدعو التونسيين والتونسيات إلى المضي قدما نحو استكمال المحطة الانتخابية الرئاسية الثانية في إطار الهدوء والمحافظة على وحدتنا الوطنية والاجتماعية”.
ويرى عدد من المراقبين أن هناك انحرافا في الخطاب السياسي، لدى كل من حملتي قايد السبسي والمرزوقي، وأنه قد يدفع البلاد إلى إحياء نعرات الجهوية التي تعد خطرا على وحدة البلاد.