تونس-أفريكان مانجر
تحدث عدد من المراقبين عن إمكانية توجه حزب نداء تونس إلى تكوين حكومة قادمة بدون حركة النهضة التي تحصلت على المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية , و في هذا السياق تساءل العديد من متابعي الشأن السياسي التونسي ملامح تركيبة المعارضة القادمة في حال تواجد النهضة في خانة المعارضين .
معارضة شرسة ب99 مقعد في البرلمان
ومن المتوقع أن يوقع بقاء حركة النهضة الإسلامية في المعارضة في مأزق كبير لحركة نداء تونس و حلفائها في الحكم خاصة و أن النهضة و التي تحصلت على 69 مقعدا من الممكن أن تحدث التوازن بين الحكومة و المعارضة عبر تحالفات حزبية داخل البرلمان خاصة مع أحزاب تشاركها بعض أو جل المواقف .
و في هذه الحال من الممكن أن تجمع حركة النهضة مع حلفائها حوالي 99 مقعدا و ذلك في حال توافقها مع كل حزب الاتحاد الوطني الحر و الذي لديه 16 مقعدا إلى جانب حزب المؤتمر الذي تحصل على أربعة مقاعد و التيار الديمقراطي لمحمد عبو و الذي تحصل على ثلاثة مقاعد و حزب الشعب و الذي تحصل على ثلاث مقاعد إلى جانب عدد من المقاعد الأخرى و التي يمكن أن يتم جمعها من أحزب صغيرة على غرار تيار المحبة بمقعدين و التكتل بمقعد واحد .
وبهذه الكتلة الكبيرة من المعارضة يمكن أن يتحقق في البرلمان القادم ما يسمى بالمعارضة القوية والتي قد تؤدي إلى اسقاط حكومة النداء .
الحصول على الثلث المعطل
و لن تخلو تركيبة المجلس المقبل من تعقيدات، نظراً إلى حصول الإسلاميين على كتلة نيابية تقترب من «ثلث معطل»، لاحت بوادره مبكراً، بتحذير زعيم «النهضة» راشد الغنوشي من «عودة حكم الحزب الواحد» و «الهيمنة» و «الاستبداد».
و بتحصلها على ما يسمى بالثلث المعطل ” تملك حركة “النهضة” وحلفائها المستقبليون حوالي 99 مقعدا, باحتساب كل الأعضاء القريبين منها, و الذي يسمح لها بعرقلة مشاريع القوانين الأساسية بالإضافة إلى توجيه لائحة سحب الثقة من الحكومة كلما أرادوا ذلك .
ضغط على نداء تونس
ويبدو أن حركة “نداء تونس” تواجه في هذه الحالة ضغطا شديدا من جانبين أساسيين خاصة و ان أنصارها الذين انتخبوها “للتغلب على الإسلاميين وإخراجهم من الحكم والتحالف مع القوى العلمانية الأخرى” في مقابل سعيها إلى ضمان حكم مستقر مع قاعدة برلمانية واسعة وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بإيجاد صيغة توافقية مع خصمها الإسلامي .
وقد فرض واقع نتائج الانتخابات التشريعية و توزيع المقاعد في البرلمان على “نداء تونس” إجبارية التعامل مع ثاني اكبر كتلة نيابية (ممثلة في حركة النهضة ) لتفادي التعطيل أثناء الحكم، ليخول لها الدخول في مشاورات تشكيل حكومة ائتلافية او حكومة وحدة وطنية .
الجبهة في المعارضة و لكن إلى جانب النداء
و يستبعد أن تكون الجبهة الشعبية و التي تحصلت على حوالي 16 مقعدا إلى جانب حركة النهضة الإسلامية لا في الحكم و لا في المعارضة خاصة و إن عدد من قياداتها أكدت إمكانية دعم حكومة نداء تونس في حال عدم تواجد النهضة فيها .
و في هذه الحال يستطيع نداء تونس تكوين حكومته و تمريرها عبر تحالفه مع حزب أفاق تونس و حزب المبادرة و الجبهة الشعبية إلا أن هذه الحكومة تبقى في الأخير عنوان عدم استقرار سياسي و عدم توازن للدولة وتحت ضغط ابتزاز حزبي .
مها قلالة