انتظمت بمناسبة عيد الاستقلال صباح الثلاثاء مظاهرات في عديد المدن .فقد شهدت العاصمة ابتداء من الحادية عشرة صباحا مظاهرة ضخمة (حوالي 10 آلاف مشارك ) بشارع الحبيب بورقيبة رفع فيها العلم الوطني وعديد الشعارات واللافتات التي تنادي بالدولة المدنية . وقد تجمعت جموع المتظاهرين أمام مبنى وزارة الداخلية في موقف رمزي يذكّر بوقفة التحدّي التي وقفها الشعب التونسي يوم 14 جانفي 2011بما يوحي أن الشعب التونسي لم يزل على يقظته في التصدّي لأي انحراف بالثورة نحو متاهات المشاريع المجتمعية السلفية وتمريرها في صيغة دستورية تسرق من الشعب التونسي ثورته وحلمه في مجتمع ديمقراطي حداثي .
نفس هذه المعاني تجسّدت في مظاهرتين ضخمتين في كل من سوسة وصفاقس رفعت فيهما الأعلام الوطنية وشعارات الدولة المدنية . وانتظم في شارع الحبيب بورقيبة وأمام المسرح البلدي على الساعة العاشرة صباحا تجمع شبابي نظمه حزب العمال الشيوعي طالب فيه الشبان المتجمعون بالشغل كاستحقاق متأكّد .
ومن جهة أخرى نظم الحزب الحر الدستوري الجديد الذي يرأسه أحمد منصور تظاهرة ببورصة الشغل بالعاصمة ألقى فيها الشاذلي العياري محاضرة حول معاني استقلال تونس .
ونظمت مجموعة من الجمعيات الدينية تظاهرة بقصر الرياضة بالمنزه تحت شعار “مؤتمر الشريعة والدستور” تنظمن برنامجها تدخلات جامعيين اسلاميين حول معنى الشريعة الاسلامية ومدنية الدولة والتشريع الاسلامي والتنمية الشاملة والشريعة وحقوق الانسان . ورفعت أثناء التظاهرة شعارات تدعو الى اعتماد الشريعة الاسلامية مصدرا أساسيا للتشريع . واعتبر أحد المتدخلين أن توجهات الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة المعادية للدين هي التي حالت دون تطبيق الشريعة وأن النظريات التي تبنتها دولة الاستقلال باءت جميعها بالفشل .