تونس- أفريكان مانجر
تواترت العمليّات الإرهابيّة طيلة الفترة الرّاهنة، فبعد أحداث الشّعانبي ومجزرة ثمانية أعوان من الجيش الوطني، تعطي الخلايا الإرهابيّة فترة نقاهة لنفسها بعد الحصار المشّدد الذي سلّط على أفرادها في كثير من المناطق الجبليّة ووفاة عدد منها أثناء عمليّات قصف جبل الشّعانبي، إلاّ أنّه بعد استرداد قواها وترتيب أوراقها ومخطّطاتها، تظهر هذه الخلايا من جديد قي شكل عصابات على السّاحة يوم 23 أكتوبر 2013 يوم مسيرة الرّحيل في كلّ من قبلاّط (باجة) ومنزل بورقيبة (بنزرت)، ثمّ في سيدي عليّ بن عون (سيدي بوزيد) وكلّها عمليّات تستهدف الأمنيين باعتبارهم “طاغوت” على حدّ تعبير السّلفيّة الجهاديّة أو كما يعبّر عنه بعد سلسلة هذه الأحداث بـ”السّلفيّة الإرهابيّة”.
لكن اليوم تقدّمت مشاريعم الإرهابيّة ونزل هؤلاء إلى المدن وحاولوا تفجير نزل بسوسة، يضمّ عددا كبيرا من السيّاح الألمانيّين وفي نفس الوقت حاولوا تفجير روضة الزّعيم الرّاحل الحبيب بورقيبة، مع توقّعات بتتالي الأحداث في الفترة القادمة.
ورغم خطورة الوضع وتوقّعات بتطوّر الأوضاع نحو الأسوإ، تضاربت الآراء والمواقف من قبل أمنيين وعسكريين وقضاة…حول تداعيات الإرهاب في تونس، حيث اعتبر البعض العمليّات الإرهابية كانت فاشلة وتنقصها “الحرفيّة” في حين عبّر البعض الأخر عن مخاوفه من تفشّي الظّاهرة واستهداف المواطنين كردّة فعل على الاعتقالات العشوائيّة التي شملت دون تمييز كلّ السّلفيين.
رئيسة نقابة القضاة التّونسيّين : اليوم ليس لدينا أيّ عذر للخطأ
أكّدت رئيسة نقابة القضاة التّونسيّين روضة العبيدي أنّ تونس أمام ظاهرة خطيرة تتطلّب تغليب المصلحة العامّة وترك الخلافات والمزايدات السّياسيّة على جنب وتقول في هذا الإطار : “إن حالة عدم الاستقرار السّياسي القضائي والإعلامي يعدّ منفذا لترعرع الإرهاب في تونس…، لكن إتّحادنا من شأنه أن يفشل هذه الظّاهرة ويحدّ من تداعياتها ويتصدّى لأي محاولات خارجيّة لزعزعة أمن البلاد”، وفق تصريحات لـ”أفريكان مانجر”.
وأضافت روضة العبيدي : ” اليوم ليس لدينا أيّ عذر للخطأ، ويجب التّصدّي لهذه الظاهرة بكلّ صرامة وذلك بتجاوز مرحلة الخوف الذي يدفع بهذه الخلايا بالتّحرّك بكلّ أريحيّة وتنفيذ مخطّطاتها الإرهابيّة، وسفك دماء الأبرياء، وفي كلّ الأحوال تونس بلد يرفض العنف لأنّ تركيبة شعبه لا تحمل هذه الصّفات وبالتّالي لا مكان لمثل هذه الممارسات على أرضنا، ومهما حصل في المستقبل، لن تستطيع هذه العصابات التّمركز في تونس وتنفيذ برامجها الدّمويّة، ومصيرها لن يكون سوى الفشل مهما طال تواجدها”.
كاتب عامّ نقابة السّجون والإصلاح : العمليّات الإرهابيّة تنمّ عن غباء مرتكبيها
أمّا كاتب عامّ نقابة السّجون والإصلاح وليد زرّوق فقد صرّح أنّ : كلّ العمليّات الإرهابيّة التّي قامت بها العصابات الإرهابية تعتبر فاشلة مهما بلغت درجة الخسائر، لأنّ تونس ليست أرض للعمليّات الانتحارية، لكن للأسف بعض الأطراف السّياسيّة تحاول من وراء هذه العمليّات تعطيل المسار الانتقالي وإدخال الفوضى في صفوف التّونسيّين”.
وعن تقييمه لهذه العمليّات الإرهابية قال إنّها : ” غير مدروسة وتنمّ عن غباء مرتكبيها، ورغم ذلك كلّ المعطيات تؤكّد أن هذه الممارسات الانتحاريّة ستكررّ في مدن أخرى في نفس التّوقيت لإرباك المنظومة الأمنيّة وتشتيت مجهودات الأعوان وإدخال الفوضى في البلاد”.
النّاطق الرّسمي باسم وزارة الدّفاع : المؤسّسة العسكريّة منخرطة في منظومة محاربة الإرهاب
من جهة أخرى أوضح النّاطق الرّسمي باسم وزارة الدّفاع العميد توفيق الرّحموني : ” أنّ تفشّي هذه الظّاهرة، دفع بالمؤسّسة العسكريّة منذ أحداث الشعانبي بالانخراط قي منظومة مقاومة الإرهاب، ولم تقتصر على ذلك بل شاركت في المداهمات والمطاردات والإيقافات طيلة الأسبوع الماضي بمنطقة سيدي عليّ بن عون، واليوم تأكّد أنّها ستقاوم هذا التّيار بكلّ تجهيزاتها ومعدّاتها وأعوانها لحماية الوطن من كلّ أشكال العنف والإرهاب”، وفق تعبيره.
وعلى خلفيّة هذه التّصريحات، يتأكّد لنا اليوم أنّ الوضع خطير بالفعل رغم نفي بعض الأطراف ذلك، لأنّ انخراط المؤسّسة العسكريّة في مقاومة الإرهاب يعدّ علامة من علامات خطورة الوضع، خاصة وأن التونسيين لم يعهدوا تدخّل هذه المؤسّسة في الشّؤون الأمنيّة، الا في الحالات الاستثنائيّة والشّائكة والخطيرة.
ه ه