تونس-افريكان مانجر
في الوقت الذي أقدمت فيه الحكومة البريطانية على سحب الجنسية من 37 مواطنا بريطانيا تحولوا إلى القتال في سوريا تحت غطاء الجهاد،فإنّ البعض من التونسيين ممن قبلوا بفكرة الجهاد مازالوا يحرضون الشباب على التوجه إلى الجهاد في سوريا.
قتال الجيش و الشرطة أوجب من قتال اليهود و النصارى Ị
و قد تم أمس الأربعاء 24 ديسمبر 2013 تنزيل مقطع فيديو جديد لتونسي يدعى”أبو زكرياء الغريب”،و فيه تحدث عن”فوائد”الجهاد في سوريا ليقول إنّه قد غادر أرض الوطن تاركا زوجته و ابنيهما زكرياء و عمر الفاروق لأن “أرض الشام أولى بالقتال”،و أضاف “أحرض الشباب التونسي على الجهاد في سوريا كما حرضوني على النفير”.
وقال “أبو زكرياء”بأن القتال في سوريا هو واجب دينا و شرعا،و الغريب أيضا أن هذا التونسي لم يتردد في توجيه رسالة الى أبنائه المقيمين حاليا في تونس على الجهاد ضد”الجيش و الشرطة” اللذان وصفها ب”الطواغيت”ليقول إن قتالهما أوجب من قتال اليهود و النصارى.
وقد أثارت الفيديو موضوع الحديث استنكار العديد الذين عبروا مرة أخرى عن رفضهم لمثل هذه التصريحات الموجهة أساسا إلى الشباب التونسي قصد توريطهم في أتون الحرب في سوريا تحت شعار الجهاد.
و الحقيقة أن الموضوع و بالرغم من مُضي سنوات على اندلاع الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد مازال يسيل الكثير من الحبر.و آخر التقارير الإحصائية تقول إن أغلبية القتلى في سوريا هم من تونس و ليبيا و العراق و بحسب ما أعلنته أول أمس إحصائية أعلن عنها التيار السلفي الجهادي في الأردن فإن عدد المقاتلين العرب الذين ينضوون إلى التنظيمات التابعة لتنظيم القاعدة و الذين قتلوا في سوريا منذ بدء الأحداث في مارس 2011 بلغ 9936 عنصر.و أغلبية القتلى من تونس و ليبيا و العراق،وقد بلغ عدد القتلى التونسيين 1902 تونسيا.
حرب أهلية و ليست جهادا
و يعد موضوع ذهاب الشباب التونسي إلى الجهاد في سوريا من المواضيع الساخنة،و قد عارضتها العديد من الشخصيات المتخصصة وطنيا و عربيا،من بينهم إمام جامع الزيتونة حسين العبيدي الذي رفض فكرة توجّه الشباب لـلجهاد في سوريا.وقال، في تصريح صحفي سابق إن الجهاد في سوريا غير ممكن، معتبرًا أن “الأمور في سوريا متداخلة ولا تستجيب لشروط الجهاد في الإسلام”.
وأضاف بأنّ من يذهب إلى سوريا لن يزيد الوضع إلاّ عنفًا وتوترًا,واعتبر إمام جامع الزيتونة شمال أن “ما يحدث عبارة عن جهاد المسلمين ضدّ المسلمين نظرا للتناحر بين الجماعات الموالية والمعارضة للنظام وليس بجهاد مسلمين موحدّين تحت راية واحدة للكفار كما في حرب العراق وأفغانستان”، بحد قوله.
وأوضح العبيدي أن ما يحدث في سوريا هو بمثابة الحرب الأهلية بين طوائف وملل متناحرة، داعيًا إلى تجنّب الفتنة التي تدمّر أرض سوريا.ودعا الشباب التونسي للبقاء في بلاده قائلا “من الأولى البقاء في تونس ونعين إخواننا في سوريا بالدعاء”، وفق تعبيره.