تونس-افريكان مانجر
الانخراط في مبادرات الصناعة الذكية 4.0 لم تعد خيارا بل ضرورة ملّحة في ظل التطور التكنولوجي الحاصل على صعيد دولي، و تونس تمتلك عديد المقومات التي تجعلها قادرة على التموقع في مجال الصناعة الذكية 4.0، بحسب ما أكدته ندى لشعل المديرة العامة للبنية التحتية الصناعية والتكنولوجية بوزارة الصناعة والطاقة والمناجم.
مزايا الصناعة الذكية 4.0
وقالت لشعل، ان تونس تعمل على الانخراط في الصناعة الذكية 4.0 و تشجيع المؤسسات التونسية على الانتقال الرقمي في المجال الصناعي من خلال التعرف على أحدث التكنولوجيات المقدمة، مشيرة إلى أنه وفقا لنتائج دراسة تم إنجازها مؤخرا فان حوالي 66% من المؤسسات التونسية مُدركة لأهمية الصناعة الذكية 4.0.
ولفتت إلى أن وزارة الصناعة والطاقة والمناجم، تسعى إلى تجسيد أهداف الإستراتيجية الوطنية للصناعة والتجديد في أفق سنة 2035 و التي أهمها، تحقيق صناعة قوية تعتمد على الرقمنة، وذلك من خلال تطوير قدرات الصناعة التونسية و تعزيز تنافسية المؤسسات في مختلف المجالات وجعلها قادرة على مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية.
و شددت على أن الصناعة الذكية 4.0، من شأنها ان تؤدي إلى زيادة الإنتاجية و تُعزز الصناعة القائمة على المعرفة والابتكار، فضلا عن أن تسريع التحول الرقمي يعزز تنافسية القطاع الصناعي ونمو الشركات والاستدامة الصناعية.
كما تمكن الصناعة الذكية من اقتحام أسواق دولية جديدة، بالإضافة الى خلق حلول سريعة لمختلف الإشكاليات و التصرف في المعطيات داخل المؤسسة الصناعية، إلى جانب تطوير الخدمات و السرعة و النجاعة و تحسين جودة المنتجات بأقل التكاليف.
وأقرت المسؤولة بوزارة الصناعة، على أن الدولة رغم انخراطها في مبادرة الصناعة الذكية 4.0، إلا أنها مطالبة بمزيد تحسيس المؤسسات بأهمية الاطلاع و الاستفادة من التقنيات الرقمية و التحول من الصناعة التقليدية إلى الذكية.
Smart Factoty
من جهته حبيب عمار المستشار لدى المنظمة الأممية للتنمية الصناعية و المسؤول عن برنامج الصناعة الذكية من اجل تنمية التشغيل في تونس و الكوت ديفوار، أكد أنه يتم العمل بالشراكة مع وزارة الصناعة على نشر ثقافة الصناعة الذكية، سيما و أن المجال الصناعي التونسي في حاجة إلى هذا الانتقال الوعي.
وأشار إلى أن إستراتيجية الصناعة و التجديد في أفق 2035 تهدف إلى الترفيع في المساهمة في الناتج المحلي من 15 إلى 20% إلى جانب الترفيع في حجم صادرات المنتجات الصناعية و إحداث حوالي 300 ألف موطن شغل جديد.
كما يتضمن برنامج الصناعة الذكية من اجل تنمية التشغيل في تونس، 6 مكونات من بينها تشخيص المحيط التشريعي و المادي للصناعة الذكية 4.0، بالإضافة إلى وضع خطة اتصالية بالتنسيق مع وزارة الصناعة و الوكالة الألمانية للتعريف بالصناعة الذكية.
وردا عن سؤال يتعلق بنسق انخراط الصناعة التونسية في المجال التكنولوجي و مدى توظيف الصناعة الذكية، ذّكر المتحدث بان مفهوم الصناعة الذكية و الثورة الصناعية الرابعة انطلقت في العشرية الأخيرة، مشددا على أن المؤسسات الصناعية التونسية بإمكانها أن تكون قاطرة في هذا المجال لذلك لابد من تعميم هذا المفهوم على كل النسيج الصناعي، وفق تقديره.
و لفت محدثنا، الى أن تونس تعتبر من البلدان الافريقية القلائل التي سيكون لها مصنع ذكي Smart Factoty سمارت فاكتوري وهو نموذج مصغر لمصنع يعتمد على التكنولوجيات الحديثة سيدخل حيّز الاستغلال في أكتوبر القادم لتكوين الصناعيين وإقامة التجارب.
وخلص إلى أن الانتقال نحو الصناعة الذكية 4.0 ليس خيارا، وسيُمكن من تغيير المنوال التنموي بالاعتماد على التكنولوجيات المتقدمة فضلا عن خلق مواطن شغل جديدة لأصحاب الشهائد العليا.
جدير بالذكر، فان تونس تشارك و لأول مرة بجناح خاص في أكبر معرض دولي للتكنولوجيا الصناعية “هانوفر” المزمع تنظيمه بألمانيا من 22 إلى 26 أفريل 2024.
وتندرج المشاركة التونسية في إطار مبادرة ” نحو الصناعة الذكية 4.0 بتونس” بدعم كل من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي “GIZ Tunisie” ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “ONUDI” وبالتنسيق مع سفارة تونس بألمانيا.
و بحسب ما أكدته رئيسة ديوان وزارة الصناعة احلام الباجي، خلال ندوة صحفية خُصصت للإعلان رسميا عن مشاركة تونس في المعرض الدولي للتكنولوجيا الصناعية “هانوفر”، أمس الخميس، فان المشاركة في هذه التظاهرة من خلال جناح تونسي مميز يُعدُ فرصة للمؤسسات الصناعية التونسية لمتابعة التطور التكنولوجي، مشيرة إلى أن محاور المعرض تتناغم مع أهداف الإستراتيجية الوطنية للصناعة و التجديد في أفق 2035.
وسيتم تركيز الجناح التونسي في الفضاء الخاص بالمنظومة الرقمية تحت شعار “الصناعة الذكية 4.0” بمشاركة 10 مؤسسات صغرى ومتوسطة ومؤسسات ناشئة متخصصة في مجال الابتكار والتجديد وتكنولوجيات الصناعة الذكية 4.0.