تونس-أفريكان مانجر
رغم استقرار الأوضاع الأمنيّة والسّياسيّة قبل وبعد تاريخ اجراء الانتخابات التّشريعيّة، ورغم توقّعات بانخفاض الأسعار، تأثّرا بنجاج الانتخابات فإن سيناريو التهاب الاسعار مازال متواصلا، وهو ما أثار حفيظة المواطن وعمّق في شدّة تذمّره من غلاء الأسعار.
و رغم أنّ بعض الجهات الرّسميّة على غرار وزارة التّجارة أكّدت أنّ ارتفاع أسعار بعض المواد الاستهلاكيّة سببه تقاطع الفصول، وقد دعت في هذا الإطار المواطن الى استهلاك الخضر الفصليّة والتّخلّي عن بقيّة الخضر التي تنتج عبر البيوت المكيّفة، متناسية أنّ غلاء الأسعار شمل أيضا البطاطا المسعّرة بـ 850 ملّيم والخضر الفصليّة والورقيّة، واللّحوم الحمراء والبيضاء.
ويشار الى أنّ محمد زروق رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك قال أمس السّبت 1 نوفمبر 2014 خلال أشغال المجلس الوطني الموسع للمنظمة، إن إرتفاع الأسعار أخذ منحى خطيرا .وأضاف “نحن لسنا مستعدين بأن يدفع الموطن الفاتورة مجددا”، موضّحا في تقارير اخبارية أن لديهم تخوفات من الأحزاب الخمسة الفائزة في الإنتخابات التشريعية بإعتبار أن أغلبها لديها توجه ليبيرالي، ولهذا ستقوم المنظّمة بتحضير برنامج للحكومة القادمة لوقف تهرئة الطاقة الشرائية لمستهلك التّونسيوإصلاح آليات السوق.
الانتخابات سبب “انفلات” الاسعار
وحول نفس الموضوع، بيّن وجدي بن رجب الخبير الاقتصادي في تصريح لـ “أفريكان مانجر” أنّ الاهتمام كان موجّها طيلة الفترة الفارطة الى الانتخابات، الشّيء الذي ترك المجال الى انفلات الأسعار، مضيفا أن حكومة تسيير الأعمال يجب أن تواصل العمل بنفس الوتيرة السّابقة، وتشدّد المراقبة على الأسعار الى أن يتمّ تشكيل الحكومة المنتخبة. من جهة أخرى دعا محدّثنا المستهلك التّونسي مقاطعة المواد الاستهلاكيّة التي تزيد فيها الأسعار عن الحدّ المعقول في انتظار أن تتغيّر عقليّة التّونسي وتترسّخ ثقافة الإستهلاك لديه، واستشهد وجدي بن رجب في هذا الإطار بعمليّة مقاطعة خروف العيد التي دفعت السماسرة وحتى المنتجين الى التّخفيض في أسعاره.
تواصل “نزيف” الزيادة في الاسعار
وعن توقّعاته بالنسبة للفترة القادمة، أكّد نفس المصدر أنّه خلال الشّهرين المقبلين (قبل أن تتشكّل الحكومة المنتخبة)، سيتواصل التّضخّم وسيتواصل نزيف الزّيادة في الأسعار، مبرزا أنّ هذا الانفلات في الأسعار لن يتوقّف الا بتطبيق القانون ووقف الانفلات الاقتصادي واسترجاع هيبة الدّولة ومؤسّساتها… وذلك لا يمكن أن يتحقّق الاّ مع الحكومة الجديدة.
هدى