تونس- افريكان مانجر
بدأت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية في تونس تظهر التوجهات العامة للبرلمان القادم التونسي حيث فاز كل من حزبي النداء و النهضة بأغلبية المقاعد مع تواجد متفاوت و متشتت لبقية التيارات الديمقراطية تجعل من تركيبة الحكومة القادمة غامضة في ظل عدد من السيناريوهات المتعددة.
و في نظرة استباقية لتركيبة الحكومة الجديدة فانه يمكن قراءة ثلاثة سيناريوهات أساسية مختلفة إلا أنها تشترك في تواجد وحيد لحزب نداء تونس الذي تحصل إلى حد الآن على “الأكثرية البرلمانية “.
وفيما يلي أبرز السيناريوهات المحتملة لما بعد التشريعية التونسية:
السيناريو الأوّل:النداء تشكل حكومة و تتحالف مع النهضة فحسب
السيناويو الأول المطروح في الساحة السياسية التونسية هو تشكيل حكومة قادمة بأغلبية ثنائية فحسب عبر تكوين “حكومة تحالفية ” بعد تحالف حزب النداء المتحصل على أكثرية المقاعد و الحزب الثاني في البرلمان الممثل في حركة النهضة حيث يتم تحصيل الأغلبية المريحة التي تسمح بتكوين حكومة بحزبين فقط .
و بحسب الدستور التونسي فان تكوين الحكومة يتم عبر تحصيل لأغلبية المطلقة لتكوين حكومة )109( مقعدا برلمانيا .
و حيث أظهرت النتائج الأولية لانتخابات 26 أكتوبر 2014 حصول حزب نداء تونس على أغلبية المقاعد بالبرلمان القادم بينما احتلت حركة النهضة الإسلامية المرتبة الثانية بنسبة محترمة من المقاعد البرلمانية.
السيناريو الثاني :”تشكيل حكومة وحدة وطنية ”
في هذه الحالة ,وهي ليست بمستبعد ,أن يجد النداء نفسه أمام إلزاميّة البحث عن تحالفات، خارج دائرة العائلة الديمقراطية لضعف تمثيلياتها ، يضمن له تشكيل حكومة وحدة وطنية موسّعة، وذلك عبر تكوين حكومة من مختلف الأطياف الحزبية تشمل بالضرورة أربعة أحزاب “كبرى في البرلمان ” وهي كل من حركة النهضة و أفاق تونس و الحزب الوطني الحر.
و في هذا الإطار تحدثت قيادات حزب نداء تونس على إمكانية ما أسمته “بالتعايش الحكومي” و ما تقصد به اجتماع عدد من الأحزاب في حكومة وحدة وطنية و لكن ليس بالضرورة أن يقوم بينهم تحالف سياسي.
السيناريو الثالث :”نداء تونس يكون حكومة بدون النهضة ”
وهو سيناريو سيكلف النداء الكثير من المشاق لتكوين الحكومة القادمة خاصة و ان ثاني اكبر كتلة بالبرلمان القادم تمثلها حركة النهضة ,و في حال استبعادها من الحكم فستكون معرقلة لتمرير الحكومة أو متسببا في إسقاطها في حال اجتماعها مع أحزاب أخرى .
و في ظل هذا السيناريو ,المستبعد, فان حزب نداء تونس سيعمل على التحالف مع أحزاب أخرى غير النهضة تمثل العائلة الديمقراطية و في هذه الحالة فان الخيارات ليست بكثيرة أمام حزب النداء فهي لا تتجاوز الجبهة الشعبية و الاتحاد الوطني الحر, وذلك في حال قبولهما التحالف .
خيار لن يساهم باستقرار الوضع السياسي في تونس عبر عدم ضمان توازن في الحكومة القامة و عدم وجود وزن برلماني لهذه الحكومة خاصة و أن الانتخابات أفرزت مفاجئة لحزب النداء عبر عدم صعود كل من الاتحاد من اجل تونس و أحزاب العائلة الديمقراطية الموسعة في البرلمان القادم .
مها قلالة