تونس-افريكان مانجر- وكالات
أكدت وزارة الداخلية التونسية تعرض أحد المواطنين اليهود من جزيرة جربة من ولاية مدنين ، جنوب شرق العاصمة التونسية، للاعتداء بواسطة آلة حادة من قبل مواطن تونسي . و تتزامن هذه الحادثة مع الاحتفالات السنوية لليهود التونسيين بالكنيس “الغريبة” في البلاد.
وأوضحت الداخلية التونسية في بلاغ لها إن المدعو الأسعد التونسي (38 عاما) “اعتدى” بواسطة سكين على المدعو موريس البشيري (60 عاما) بمدينة “جربة” ، ما تسبب له بإصابات مُختلفة في الجسم وتم إسعافه وغادر المستشفى بعد ذلك.
ولم توضح في الحقيقة وزارة الداخلية ديانة المدعو موريس، واكتفت بالإشارة في بيانها إلى أن الأجهزة الأمنية اعتقلت المُعتدي، حيث أثبتت التحقيقات الأولية أن الأمر “لا يتعدى مجرد اعتداء لا خلفية له”.
في المقابل أكدت مصادر متطابقة لوكالة الأنباء الأميركية “يو بي آي” أن المُعتدي معروف بفكره المُتطرف، وأن المعتدى عليه يهودي ويسكن في “الحارة الكبيرة” حيث يتجمع يهود جزيرة جربة التونسية.
ووصفت نفس المصادر الاعتداء بـ ”المدبر باعتبار أن المُعتدي كان يرصد حركات المعتدي عليه”.
حادثة تتزامن مع الذكرى 12 للتفجير “الإرهابي” في جربة
و تتزامن هذه الحادثة مع الذكرى 12 للتفجير “الإرهابي” الذي استهدف كنيس “الغريبة” اليهودي بجزيرة “جربة”، الذي جد يوم 11 أفريل من سنة 2002 حيث قتل فيه 14 شخصا.
كما شهدت نفس هذه الفترة من سنة 2012 محاولة تفجير للكنيس اليهودي عن طريق عون من الحرس الوطني يحمل حزاما ناسفا .
و عبر في هذا السياق عدد من المراقبين عن مخاوفهم من عودة استهداف المناطق الحساسة في تونس خاصة بعد انتشار “الفكر السلفي التكفيري في تونس بعد الثورة ” بالإضافة إلى انتشار الخلايا النائمة “للمجموعات الإرهابية ” و حصول اغتيالين سياسيين و عدد من الهجمات الإرهابية المتكررة في الآونة الأخيرة .
إسرائيل تحذر رعاياها من السفر الى تونس
و كانت إدارة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية قد حذرت السياح الاسرائيليين من زيارة تونس خلال ما يسمى بأعياد الفصح وصنفتها ضمن الدول التي تنصح إسرائيل بعدم زيارته.
وحذر المكتب الرعايا الإسرائيليين من أن فترة الأجازات قد تمثل فرصة مثالية للإرهابيين لاستهداف اليهود والإسرائيليين في الخارج .
من جهة أخرى صرح كبير أحبار اليهود في تونس “حاييم بيتان ” في مناسبة سابقة لـ”أفريكان مانجر” إن مواطنين من الجالية اليهودية في جربة تعرضوا مؤخرا للاعتداء من قبل مجهولين في مناسبتين في الفترة الماضية.
و أوضح “بيتان ” أن الاعتداء الأول تمثل في أن شخصين تعمدا الاعتداء على بيت الصلاة بكنيس بإحدى المدارس الخاصة بالجالية اليهودية، مشيرا إلى أن المناوشة وقعت بين عدد من التلاميذ فيما بينهم
تأثرات سلبية على احتفالات السنوية لليهود
ولا يُستبعد أن يؤثر ذلك، على الاحتفالات السنوية ليهود تونس المُرتقب تنظيمها في منتصف شهر أفريل و بداية شهر ماي المقبل، وهي احتفالات تُعول وزارة السياحة التونسية عليها لتنشيط القطاع السياحي الذي يشكو من مصاعب متنوعة.
ويعد كنيس الغريبة الواقع في جزيرة جربة التي تبعد 500 كم جنوب شرقي العاصمة التونسية، والذي يعود تاريخه إلى ما يزيد على 2500 عام، أقدم كنيس في أفريقيا وأحد أقدم المعابد اليهودية في العالم. وترقد فيه ، بحسب الأسطورة واحدة من أقدم نسخ التوراة في العالم.
وتقول لافتة معلقة داخل الكنيس ومكتوبة بأربع لغات (العربية والانكليزية والفرنسية والألمانية) “يرجع عهد هذا المقام العتيق والمقدس المعروف بالغريبة إلى عام 586 قبل الحساب الافرنجي، أي منذ خراب الهيكل الأول لسليمان تحت سلطة نبوخذ نصر ملك بابل وقد وقع ترميمه عبر العصور.
اليهودية ثالث اكبر ديانة في تونس
وتعتبر الديانة اليهودية في تونس هي ثالث أكبر ديانة في البلاد يعتنقها نحو 1.500 يهودي، ثلثهم متواجد في العاصمة، والباقي يعيش في جزيرة جربة ومدينة جرجيس. و قد أقامت طائفة يهودية في البلاد لأكثر من 2500 سنة بحسب التقرير العالمي لحرية الديانات لسنة 2012 .