تونس-افريكان مانجر
يعقد مجلس نواب الشعب الخميس 30 جويلية 2020، جلسة عامة تعيش على وقعها تونس لحظات تاريخية استثنائية في مسارها الانتقالي وهي جلسة سحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي.
جلسة عامة اثار موضوعها جدلا واسعا واسال كثيرا من الحبر لدى الموالين لحركة النهضة و معارضيها على حد السواء، فبعد قرابة 9 اشهر من انتخاب راشد الغنوشي على راس البرلمان يقف اليوم ينتظر 109 صوتا داعما له لتجديد الثقة فيه.
اعادة الثقة
من جهته رئيس البرلمان راشد الغنوشي، قال في تصريح اعلامي اثر انعقاد مكتب المجلس نهاية الاسبوع الماضي إنه “واثق من أنها ستكون لحظة لتجديد الثقة وإعادة تزكيته من جديد، وفق تعبيره.
وأضاف “لم آت على ظهر دبابة لرئاسة البرلمان، بل جئت بالانتخاب، ولست منزعجا من (لائحة) سحب الثقة مني، لذلك قبلنا إعادة اختبار الثقة”.
و اكد انه قبل التحدي احتراما لإرادة 73 نائبا الذين تقدموا باللائحة واحتراما للديمقراطية التونسية.
كتل تطلب سحب الثقة
ويتطلب سحب الثقة من رئيس البرلمان 109، الا انه بحساب مجموع الكتل المطالبة بسحب الثقة و التي أعلنت أنها ستصوّت لفائدتها نجد الكتلة الديمقراطية (38 مقعدا)، وتحيا تونس (10 مقاعد)، و كتلة الإصلاح (16 مقعدا)، وجزء من الكتلة الوطنية (11 مقعدا) وبذلك يكون المجموع 75 صوتا اي دون العدد المطلوب.
كما أعلنت عبير موسي رئيسة كتلة الدستوري الحرّ بالبرلمان (16 مقعدًا) دعمها للائحة سحب الثقة و ان اعضاء كتلتها ستصوت معها.
ويشار الى ان ثلاث كتل نيابية في البرلمان وهي كل من الكتلة الديمقراطية وكتلة الإصلاح وكتلة تحيا تونس، اصدرت امس بيانا مشتركا بخصوص عريضة سحب الثقة من رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي، حيث حذرت من أي محاولة لإفشال الجلسة المخصصة للتصويت يوم الخميس 30 جويلية 2020.
ودعت الكتل المذكورة رئاسة المجلس إلى تحمل مسؤوليتها في تسيير الجلسة والإلتزام الكامل بتطبيق النظام الداخلي.
كما عبرت عن إستنكارها من الضغوطات المسلطة على بعض النواب للتأثير على تصويتهم.
الكتل الرافضة
من جانبها كتلة حركة النهضة (54 مقعدا)، امدت رفضها لسحب الثقة من رئيس الحركة و رئيس البرلمان باعتبارها الحزب الاول داخل مجلس نواب الشعب، وفق قياداتها.
وأعلنت كتلة ائتلاف الكرامة بالبرلمان (19 نائبا) مقاطعة الجلسة العامة المقرررة الخميس 30 جويلية و التي سيتم خلالها للتصويت السري على سحب الثقة من رئيس البرلمان، راشد الغنوشي.
وأكدت الكتلة في بيان لها أمس الثلاثاء، أن نوابها “سيقاطعون جلسة النظر في لائحة سحب الثقة وعدم التصويت عليها وعدم المشاركة فيها”، داعية من أسمتهم “نواب المجلس الشرفاء” إلى “مقاطعة عمليّة التصويت، وأن يعلنوا ذلك تبرئة لذممهم، وابتعادا عن شبهات البيع والشراء، وحتى الاتهامات بالعمالة للخارج”.
كما اعتبرت كتلة ائتلاف الكرامة أن لائحة التصويت على سحب الثقة من رئيس المجلس هي “لائحة سياسيّة وغير مبررة، وما هي إلا تواصل لمعركة نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي مع جزء من التونسيين، يمثل الكتلة الانتخابيّة الأكبر في تونس”، وفق تقديرها.
ومن بين الكتل الرافضة لسحب الثقة كذلك كتلة المستقبل و التي تضم 9 نواب.
قلب تونس
من جهته لم يعلن حزب قلب تونس (27 نائبا) عن موقف رسمي واضح في مايتعلق بالتصويت مع او ضد لائحة سحب الثقة من رئيس مجلس نواب الشعب، راشد الغنوشي، لتبقى المسألة بيد النواب وهو ما قد يحدث الفارق اما بسحب الثقة او تجديدها.
جلسة سرية
ويشار الى ان الجلسة العامة سيكون فيها التصويت سريا ودون نقاش عام بين النواب.