تونس-افريكان مانجر
أصدر حزب حراك تونس الإرادة بيانا علق فيه على مبادرة رئيس الجمهوريّة «بتشكيل حكومة وحدة وطنيّة» و التي اعتبرها تجاوزا لصلاحياته الدستورية و فرضا للنظام الرئاسي إلى جانب أنها تنم عن فشله بحسب نص البيان .
و في ما يلي فحوى البيان :
“يرى حراك تونس الإرادة أنّ ما أعلن عنه رئيس الجمهورية إمعان في تجاوز صلاحياته الدستورية وفرض نظام رئاسي خارج ضوابط الدستور، كما هو إمعان في المناورة واستمرار في نهج التخبّط والمكابرة ورفض الاعتراف بأزمة الحكم الهيكليّة وفشل الرباعي الحاكم نظرا لغياب رؤية وبرنامج وإرادة فعليّة في الإصلاح.
كما نرى أن التلاعب بالمصطلحات النبيلة التي لا يختلف عليها إثنان مثل الحوار والمصالحة والوحدة الوطنية للتغطية على سياسات وممارسات لا علاقة بخيارات أجمعنا عليها، من شأنه إفراغ هذه المعاني من كل قيمة وتأثير فتزداد الفوضى في العقول وفي القلوب وهو أمر ليس في مصلحة مواصلة بناء المنظومة الديمقراطية.
إن خطورة الأزمة السياسية ناجمة عن كوننا نواجه فشلا صارخا لرئيس الجمهورية الذي يحاول من خلال مبادرته الأخيرة توزيع هذا الفشل وخاصة التملص من مسؤوليته فيه.
كما إن الأوضاع التي آلت إليها البلاد من مؤشرات اقتصادية واجتماعية خطيرة من انخفاض الدينار وتواصل اقتصاد الصفر بالمائة والعجز التجاري المتفاقم ومخاطر الانفجار الاجتماعي جراء ارتفاع نسب البطالة والتدهور المستمر للمقدرة الشرائية للتونسيين علامات فشل الحكومة بائتلافها الرباعي ونتائج مباشرة لسياسات كنا نبهنا لتبعاتها الخطيرة.
وينضاف إلى هذا فشل البرلمان في الاضطلاع بالدور الذي حدده له الدستور واكتساب احترام المواطنين نتيجة الصورة السلبية التي يعطيها للشعب منذ انتخابه.”
وبدل القيام بمراجعة جذرية للسياسات التي أدت إلى هذا الوضع ، نرى الجبل يتمخّض عن مبادرة يعلم الجميع أنها ستربك العمل الحكومي وتعطّله بانتظار حكومة جديدة ليس لنا وهم حول قدراتها، مما سيفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بتبعاتها الموجعة على حياة الملايين من التونسيين والتونسيات.
إن الديمقراطية نظام سياسي مبني على حكومة تحكم وتتحمل مسؤوليتها ومعارضة تعدّ البدائل وتقدمها للشعب إبان الاستحقاقات الانتخابية ومن هذا المنظور وباعتبارنا حزبا معارضا يلعب دوره الطبيعي خارج منطق الاستيعاب أو التخوين التي درج عليه الاستبداد ، فإن حراك تونس الإرادة يدعو أحزاب المعارضة الديمقراطية الأخرى والمنظمات الوطنية، إلى التنادي من أجل تحشيد القوى لصياغة برنامج إنقاذ مرحلي يمثل خطة للخروج من المأزق ومواجهة التحديات العاجلة في انتظار المحطات الانتخابية الفاصلة التي سيعبّر فيها الشعب التونسي السيد عاجلا أو آجلا عن إرادته الحرة.”