تونس-افريكان مانجر
مثلّت الاغتيالات و تأزم الوضع السياسي و انتشار الأعمال الإرهابية و “جهاد النكاح” في سوريا و إنطلاق أشغال الحوار الوطني ابرز الاحداث التي تونس عاشتها تونس سنة 2013 .كما سُجل أيضا تراجع كبير في الاقتصاد الوطني حيث سُجلّ تراجع غير مسبوق للدينار التونسي. و إجمالا فإنّ المتطلع إلى الشأن التونسي يُلاحظ دون شك التردي الأمني الكبير و الذي أسفر كما هو معلوم عن عملية إنتحارية بأحد النزل بمدينة سوسة الساحلية و لعلّ آخر الأحداث و أبرزها هو الخبر الذي تناقلته مؤخرا مختلف وسائل الإعلام المحلية و الدولية و المتعلقة بإعتقال “أبو عياض” في ليبيا.خبر أنهينا به عام 2013 و ننتظر تفاصيله و حقيقته في عام 2014.
بلعيد و البراهمي أبرز الشخصيات
تمّ اغتيال زعيم حزب الوطنيين الديمقراطيين شكري بالعيد في السادس من شهر فيفري 2013 اثر إطلاق ناري برصاصتين أصيب بهما على مستوى الرأس والصدر.هذا وقد نزل شكري بالعيد قبل ساعات من اغتياله ضيفا على برنامج سياسي يبث مباشرة على قناة نسمة أين أكد أن حزب حركة النهضة يعطي الضوء الأخضر للاغتيال السياسي في تونس. كما شهد عام 2013حادثة ثانية للإغتيال راح ضحيتها هذه المرة النائب بالمجلس الوطني التأسيسي و القيادي في التيار الشعبي محمد البراهمي و ذلك يوم عيد الجمهورية التونسية 25 جويلية أمام منزله في أريانة ب 11 طلقا ناريا. و قد مثّل هذا التاريخ نقطة فاصلة في المشهد السياسي التونسي حيث إنطلقت المظاهرات و المسيرات المطالبة برحيل حكومة الترويكا تمثلت في كل من احتصام الرحيل و حركة تمرد بقيادة المعارضة التونسية و قد دخلت تونس منذ ذلك التاريخ في أزمة سياسية خانقة لم تظهر بوادر إنفراجها إلا عندما أُعلن رسميا يوم 25 أكتوبر 2013 عن إنطلاق أشغال الحوار الوطني و الذي تنصّ بنود خارطة الطريق التي وضعها الرباعي للحوار الوطني على أن تستقيل حكومة علي العريض و يتم تعويضها بحكومة ترأسها شخصية مستقلة. هذا و شهدت نفس السنة رغم تعطل اشغال الحوار الوطني الى التوصل الى شخصية رئيس الحكومة القادمة و الممثل في شخص وزير الصناعة مهدي جمعة و يُنتظر أن تُستكمل مسارات هذا الحوار خلال الأسبوعين الأولين من عام 2014.
جهاد النكاح في الواجهة
و من الأخبار المدوية أيضا في تونس خلال سنة 2013 و التي تناقلتها بسرعة وكالات الأنباء العربية و الدولية هو ما أعلن عنه وزير الداخلية لطفي بن جدو خلال جلسة مسائلة بالمجلس الوطني التأسيسي يوم 19 سبتمبر 2013 بعودة فتيات تونسيات حوامل من سوريا بعد أن شاركن في ما يُعرف ب”جهاد النكاح” وقال الوزير خلال جلسة عامة لمسائلته أمام المجلس التأسيسي “يتداول عليهن جنسيا عشرون وثلاثون ومئة مقاتل، ويرجعن إلينا يحملن ثمرة الاتصالات الجنسية باسم جهاد النكاح، ونحن ساكتون ومكتوفو الأيدي”. وأضاف أن وزارة الداخلية منعت منذ مارس الماضي ستة آلاف تونسي من السفر إلى سوريا واعتقلت 86 شخصا كونوا “شبكات” لارسال الشبان التونسيين الى سوريا بهدف “الجهاد”. ذبح الجنود و الإرهاب
و من أحداث عام 2013 التي لا تنسى تلك الصور التي وثقت عملية ذبح الجنود في جبل الشعانبي بولاية القصرين،حيث قُتل ثمانية جنود من فرقة الكوندوس رميا بالرصاص كما وقع ذبح 5 منهم، يوم الإثنين 29 جويلية 2013، حوالي الساعة السادسة مساء أي قبل موعد الإفطار بقليل، وذلك بمنطقة التل بمحمية الشعانبي من ولاية القصرين.
وتتمثل حيثيات الحادثة في تعرض دورية تابعة للجيش الوطني إلى هجوم من قبل مجموعات إرهابية مسلحة عمدت إلى نزع ملابسهم وإنتزاع أسلحتهم قبل أن تغتالهم رميا بالرصاص ثم تقوم بذبح مجموعة منهم.
هذا و غير ببعيد عن هذا التاريخ يذكر أن مجموعة ارهابية مسلحة قامت بقتل يوم 23 أكتوبر من سنة 2013 ست من عناصر الحرس الوطني في منطقة سيدي علي بن عون من ولاية سيدي بوزيد
و قد مثلّ هذا العام عام التردي الأمني بإمتياز حيث سُجل يوم 30 أكتوبر 2013 بمدينة سوسة الساحلية حالة إرهابية،بعد أن تولى أحد الأشخاص المحسوبين على التيار السلفي تفجير نفسه باعتماد حزام ناسف دون أن يُؤدي ذلك إلى خسار بشرية.
“أبوعياض”يصنع الحدث الأخير
ساعات قليلة قبل توديع سنة 2013 ،جاء خبر اعتقال زعيم تنظيم أنصار الشريعة المحظور في تونس”أبو عياض” من قبل وحدات أمنية خاصة أمريكية بمساعدة وحدات أمنية ليبية يوم 30 ديسمبر 2013 .
هذا و رغم تباين الأنباء بخصوص هذا الموضوع الذي يُنتظر أن يتم الكشف عنه في غضون الساعات القليلة القادمة فان شخصية ابو عياض تبقى الشخصية الأهم في هذه السنة باعتبار ما نتج من “أعمال إرهابية ” نسبت لتنظيمه بالإضافة إلى تصنيف وزارة الداخلية له من ضمن التنظيمات الإرهابية .
“أمينة فيمن” و المفاجئة التونسية
هذا و عرفت تونس الى جانب التطرف الديني تطرفا أخر في التوجهات حيث أقدمت فتاة تونسية و هي ناشطة تونسية صلب حركة فيمن ” أمينة” على تعرية نفسها تسبب في اعتقالها و محاكمتها مما جعل مجموعة من الفتيات الأجنبيات المنتميات لحركة فيمن العالمية على تعرية أجسادهن أمام المحكمة الابتدائية بباب بنات تونس.
وقد تم ايقاف الفتيات الثلاث اثر تدخل أعوان الامن وسط سخط الحضور أمام المحكمة وداخل بهوها. وإتضح أن إثنان منهن تحملان الجنسية الفرنسية في حين تحمل الثالثة الجنسية الالمانية.
بسمة المعلاوي