تونس-أفريكان مانجر
كشفت هيئة الدّفاع في قضيّة شكري بلعيد في ندوة صحفيّة عقدت صباح اليوم الخميس 07 نوفمبر 2013 عن أسماء الإطارات الأمنية المتورّطة في إخفاء التقرير المخبري “الباليستي” الخاصّ بملابسات اغتيال المعارض شكري بلعيد والذي تم اعداده من قبل السلطات الهولندية.
وقد أكد مختار الطريفي عضو مبادرة كشف حقيقة اغتيال الشهيدين، أن السّلاح الذي قتل به بلعيد والبراهمي هو من نوع “بيرتا” من صنع بلجيكي واستعملت فيه رصاصات من عيار 9 ملم كانت جلّها من صنع بلجيكي باستثناء واحدة فقط أسترالية الصّنع وفقا لما كشفه التقرير “الباليستي”.كما أفاد الطريفي خلال الندوة أن كوادر وقيادات الأمن العمومي تستعمل نفس ذلك المسدس، وفقا لما هو موثّق في المحاكم العسكرية على حد قوله، مشيرا إلى أن الإدارة العامة للأمن العمومي تعمّدت إخفاء هذا الأمر وعدم كشفه للعموم على حدّ تعبيره.
في المقابل قال مصدر رفيع المستوى في وزراة الداخلية لموقع حقائق أون لاين، إن قوات الأمن الداخلي بمختلف تشكيلاتها ووحداتها لا تمتلك نوع المسدس المستعمل في عمليتي اغتيال شكري بلعيد و محمد البراهمي وهو مسدس 9 ملمتر نوع بيريتا 92 أو بيريتا 93″، مباشرة بعد الندوة فيما لم تصدر وزارة الداخلية إلى حد كتابة الأسطر أي بلاغ لتوضيح موقفها من اتهامات الموجهة لها في هذا الشأن.
رفع شكاية ضدّ الأمنيين المورّطين
كلّ هذه التّصريحات الخطيرة التّي تمّ الكشف عنها اليوم خلال النّدوة الصّحفيّة من الممكن أن تثير جدلا واسعا لدى بعض الجهات، وتخلّف ردود أفعال لدى بعض الأطراف الأخرى على غرار الإطارات الأمنيّة المتّهمة بتورّطها في إخفاء التقرير المخبري “الباليستي” المرسل من قبل السلطات الهولندية، ويفتح المجال أمام تأويلات جديدة.
وخلافا لما هو متوقّع بحصول ردود أفعال من قبل الأمنيين، أكّدت بسمة خلفاوي أرملة الشّهيد شكري بلعيد في تصريح لـ “أفريكان مانجر” أنّها لم تتلقّى أيّ ردّ رسمي من قبل وزارة الدّاخليّة. وعن الخطوة القادمة أوضحت زوجة الشّهيد بلعيد أنّه بعد هذه التّصريحات وبعد إدانة واضحة لمجموعة معيّنة داخل الأمن، ستتقدّم الهيئة صباح غد بشكاية إلى وكيل الجمهوريّة والقضاء سيقول كلمته، وان ثبت تورّطهم سيلقون جزاءهم على حدّ قولها، مشيرة إلى أنّ إخفاء الحقائق هو جريمة يعاقب عليها القانون.
رفع اللّبس حول التّمويلات
وبخصوص إمكانية تعرّضها إلى ردود أفعال عكسيّة من قبل الإطارات المتورّطة أو حتّى من قبل أطراف مجهولة مشاركة في الجريمة والتي باتت تخشى على نفسها من افتضاح أمرها بعد التّوصّل إلى كلّ هذه الحقائق الخطيرة (حسب الهيئة)، أكدت بسمة الخلفاوي أنّها لا تخاف أحدا، خاصّة وأنّه لم يبقى لها ما تخاف عليه، وفق تعبيرها.
وتجاه ما يدور من تساؤلات حول الجهات التّي تقف وراء هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي سواء لتمويلها أو لدعمها ومساندتها، أشارت محدّثتنا إلى أنّ الوصول إلى هذه النّتائج لا يتطلّب تمويلات كبيرة أو دعم خارجي أو داخلي، مضيفة أنّ البحث في القضيّة والوصول إلى حقائق لا يتطلّب سوى محاضر المحامين وشيء من الذّكاء والرّبط المنطقي والتّحليل الموضوعي وهم (أعضاء الهيئة)على حدّ قولها. كما أكّدت أنّ المصاريف التّي تطلّبتها عمليّة البحث عن الحقائق ليست ضخمة وقد قامت الهيئة بتوفيرها.
هدى هوّاشي