تونس- أفريكان مانجر
أصدرت اليوم الاثنين 1 سبتمبر 2014 وزارة الصناعة التونسية بيانا وضحت فيه ملابسات انقطاع الكهرباء يوم أمس بصفة كلية وشاملة في كامل أنحاء البلاد.
وأكدت أن عطبا فنيا تسبب في هذا الانقطاع المفاجئ وليس نتيجة مؤامرة “نقابية” ولا ارهاب مثلما تم تأويله.
وكشفت الوزارة في بيانها أن الجزائر ساعدت تونس على ارجاع الكهرباء كما أبدت ليبيا استعدادها للمساعدة.
عطب فني
وأوضحت الوزارة في بيانها أن انقطاع التيار الكهربائي مساء أمس حدث على اثر حصول عطب في شبكة الكهرباء الذي أدى إلى انقطاع التيار على كامل الجمهورية يوم الأحد 31 أوت 2014 بعد الظهر، من دون توضيح ملابسات هذا العطب الفني ولا تحديد المتسبّب فيه.
وتمثلت توضيحات وزارة الصناعة والطاقة والمناجم التوضيحات كالتالي:
“إن الحادث، المتمثل في انقطاع الكهرباء، هو فنيّ بحت ناتج عن انقطاع سلك على مستوى شبكة نقل الكهرباء ذات الجهد العالي (KV 225) مما أدى إلى تماس كهربائي ونتيجة لعطل ميكانيكي على مستوى العازل (Disjoncteur) توقفت محطة إنتاج الكهرباء المتواجدة بسوسة بصفة آلية. وحسب ما تقتضيه منظومة التحكم فإن كل المحطات الأخرى توقفت تباعا عن الإنتاج.
كما تؤكد الوزارة أن سبب الانقطاع لا يعود إلى ذروة الاستهلاك باعتبار أن الحادثة جدت خلال العطلة الأسبوعية وفي فترات ضعف الاستهلاك (حوالي الساعة 17 و15دق).”
وأشارت الوزارة إلى “أن نظام التحكم التابع للشركة التونسية للكهرباء والغاز هو من أحدث وأدق الأنظمة الموجودة حاليا، حيث ساعد على متابعة الحادثة بصفة حينية مما مكن أعوان الشركة من الشروع في استرجاع انتاج الكهرباء في غضون 15 دق فور الإنقطاع وذلك بصفة تدريجية، بدءا بمناطق الشمال الغربي والقصرين وصولا إلى نسبة 85% من كامل الجمهورية على الساعة الثامنة ليلا ثم عودة التيار الكهربائي بصفة كلية على الساعة التاسعة و 20دق. وهي عملية قياسية مقارنة بنفس الحادث الذي تم تسجيله سنة 2002. “.
فتح تحقيق
وفي سياق متصل، قالت الوزارة إن رئيس الحكومة أذن بفتح تحقيق في الغرض للوقوف على أسباب هذه الحادثة وتداعياتها واتخاذ الإجراءات الضرورية لتفاديها مستقبلا.
كما أعلنت أن خلية الأزمة التي يترأسها وزير الصناعة والطاقة والمناجم تحولت مباشرة فور حادث انقطاع التيار إلى موقع شبكة توزيع الكهرباء برادس أين قامت بمعاينة ميدانية للوضع والإطلاع على الأسباب الأولية لهذا الحادث مع القيام بالإتصال بجميع المنشآت والوزارات الأكثر تأثرا بهذا الإنقطاع للتثبت من سلامتها وإحاطتها فنيا.
وأكدت الوزارة، في هذا الصدد، أنه تم تجنيد الفنيين التابعين للشركة التونسية للكهرباء والغاز بصفة حينية وتلقائية إضافة إلى استدعاء الأعوان الذين كانوا في عطلة لتعزيز فريق العمل.
التنسيق مع الجزائر وتفعيل الطوارئ
كما تم التنسيق مع الجانب الجزائري لتفعيل الربط الذي مكن من توريد حوالي 150 ميغاوات مع إبداء الجانب الليبي استعداده لتلبية جزء من الطلب.
وقد تم، للغرض، تفعيل برامج الطوارئ بكافة القطاعات الحيوية والضرورية على غرار الصحة والنقل والمياه والدفاع والأمن الوطني باستخدام الوحدات الذاتية لإنتاج الكهرباء حسب ما وقع برمجته لخطة التدخل في فترة الذروة حيث لم يسجل أي تأثير سلبي على هذه المرافق علما وأن هذه المرافق الأساسية وخاصة منها المصحات والمستشفيات لا يرخص لها الاستغلال والعمل إلا بتوفر منظومة الإنتاج الكهربائي الاحتياطي.
لا ارهاب ولا مؤامرة
وأكدت الوزارة في بيانها أنه خلافا لما وقع تداوله فإن الوزارة تؤكد أن هذه الحادثة ليست بفعل فاعل أو نتيجة مؤامرة مدبرة أو إرهاب ولا تمت بأية صلة بالتلويح بالإضراب من قبل الجامعة العامة للكهرباء والغاز.
وأشارت إلى أن الانقطاع الكلي للكهرباء (Black out) حادث تعرضت إليه العديد من البلدان المتقدمة في مجالات الطاقة خلال العشرية الأخيرة على غرار الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا واسبانيا وغيرها من البلدان المتقدمة تقنيا، ويعتبر أمرا واردا بالنظر لتكامل وتعقيدات منظومة إنتاج ونقل الكهرباء.
3 حالات انقطاع سابقة
وقالت إن الشركة التونسية للكهرباء والغاز سجلت ثلاث حالات انقطاع متباعدة في الزمن خلال العقود الثلاثة المنقضية.
وأبدت الوزارة أسفها لهذا الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي وما نتج عنه من تخوفات طبيعية لدى المواطنين وتعطيل وتأثير على مصالحهم، بحسب تعبير محرر البيان، وطلبت تفهّم الوضع لدى كل شرائح المجتمع ، بحسب ما جاء في البيان.