تونس-افريكان مانجر
وصفه الخبراء منذ سنوات بالمشروع النموذجي الضخم و الذي سيكون قاطرة تونس بين غرب المتوسط و شرقه ، انه مشروع المياه العميقة بالنفيضة ، الميناء الأول من نوعه بالبلاد و الذي سيمثل نواة منطقة لوجستية متكاملة سيكون لها إشعاعها على منطقة الساحل و الوسط التونسي .
و في هذا الإطار أكد الرئيس المدير العام المدير العام لشركة ميناء المياه العميقة بالنفيضة شكري العميري ،في حديث ” لافريكان مانجر” وجود بوادر ايجابية لتقدم المشروع و توجهه نحو الطريق الصحيحة .
و كشف العميري على أن تاريخ 29 نوفمبر القادم سيكون موعدا لاختيار صاحب اللُزمة من جملة 6 شركات متقدمة لانجاز المشروع بعد أن يتم دراسة العروض التقنية والمالية و الجهة الممولة.
و شدد مصدرنا في ذات السياق على أن جميع الشركات التي قامت بتقديم عروضها هي من أضخم و اعرق الشركات في مجال بناء الموانئ على الصعيد العالمي ، مشيرا إلى أن جميعها كانت قد قامت ببحوثها الاستقصائية و الفنية حول مكان الميناء و حيثياته.
للإشارة فقد تم نشر الاستشارة المتعلقة بإنجاز أشغال المرحلة الأولى من ميناء بتاريخ 24 فيفري لسنة 2020 ، ليتواصل تقديم العروض متواصلًا إلى حدود 29 جويلية من سنة 2021 .
ومن المنتظر أن يكون الميناء جاهزا بمرحلتيه سنة 2030 حيث ستمتد المرحلة الأولى على 3 سنوات بعد انطلاق الأشغال سنة 2022 والبقية بعد 5 سنوات بحسب المدير العام .
و تنقسم مكونات المشروع إلى عدة مراحل ستنطلق الأولى بتهيئة المنطقة المينائية و التي تمسح 1000 هكتارًا ، على ان يتم فيما بعد تجهيز منطقة الخدمات اللوجستية و التي تمسح 2000 هكتارا ، وذلك بإنجاز 1200 متر من الأرصفة في مرحلة أولى مع استكمال بناء الـ 800 متر المتبقية في مرحلة لاحقة.
من ناحية أخرى سيتم في مرحلة متقدمة انجاز محطة السوائب الصلبة و التي ستكون قبالة محطة الحاويات وتمسح 560 مترًا على مساحة 35 هكتارًا وذات طاقة احتواء بحوالي 4 مليون طنًا.
و توقع العميري استقبال الميناء بعد جاهزيته لحوالي 4.8 ملايين حاوية من قياس 20 قدمًا” ، بطاقة تشغيلية تصل إلى 52 ألف موطن شغل مباشر و غير مباشر .
وحسب المسؤول الأول بشركة ميناء النفيضة فإن “كلفة إنجاز المرحلة الأولى الجملية تبلغ 1040 مليون دولار منقسمة بين 75% للقطاع العام ويتضمن إنجاز الرصيف والمسطحات على عمق 20 مترًا و25% للقطاع الخاص .
و سيكون ميناء النفيضة مطابقا للمواصفات الدولية للجودة والسلامة و البيئة، كما سيمكن من ربط تونس بمحاور النقل الرئيسية بين الشرق والغرب مما يساهم في ربح الآجال لتصل إلى 10 أيام مع تقليص الكلفة بـ15% ومن استقطاب جزء من حركة المسافنة للحاويات بوسط البحر الأبيض المتوسط وغربه .
و قال شكري العميري أن إحداث الميناء يقتضي تدخل الدولة عبر السعي للبحث والحصول على التمويلات اللازمة لضمان أفضل الخيارات للقيام بعمليات المقارنة باعتبار تقديم العروض بطريقة EPC مع توفير ضمانها لتمويل المشروع”.
و نبه مدير عام شركة ميناء النفيضة في ختام حديثه من تداعيات تواصل تأخيرات انجاز المشروع على المستوى المحلي و الدولي و كذلك على صورة تونس بالخارج في مجال الاستثمار و الأعمال .
يذكر أن مشروع ميناء المياه العميقة بالنفيضة، تأخر إنجازه نحو عشر سنوات، وقد تم إحداث مؤسسة عمومية تحت اسم “شركة ميناء النفيضة” ، تعنى بإنجاز وتطوير وصيانة الميناء ومنطقة الخدمات اللوجستية المحاذية له والتنسيق بين مختلف مشاريع البنية الأساسية للنقل ذات الصلة وإنجاز الدراسات ومخططات التهيئة والتطوير.