تونس- أفريكان مانجر
نفى رئيس حزب التحرير في تونس، رضا بالحاج اليوم اتهامات الكاتب والإعلامي مختار الخلفاوي حول تكفيره له واتهامه بالإلحاد وفق بيان أصدره أكد فيه أنه لم يقم بتكفيره مادام هو من الموحدين، في اشارة ضمنية لشرط التوحيد حتى لا تتم عملية التكفير وفي تناقض صارخ مع الدستور التونسي الذي أقر “حرية الضمير”.
وقال رضا بلحاج في بيانه: “أنا لم أكفّر سي مختار فنحن أبناء قبلة واحدة و أمة واحدة و ربّنا واحد.. لم أكفّر سي مختار و ما ينبغي لي حتّى في حقّ أفسق الفاسقين ما دام من الموحّدين..”، وفق تعبيره.
يذكر أن هذا الحزب تمكّن من الحصول على ترخيص من حكومة النهضة سابقا رغم رفضه مبدأ الدولة بمفهومها الحديث والانتخابات كما أعلن رفضه الدستور التونسي الجديد ويطالب صراحة بانتهاج نظام الخلافة الاسلامية.
ويرجح مراقبون، ومن دون تقديم اثباتات موثقة، أن يكون هذا الأخير في واقع الأمر الجناح السياسي لتنظيم أنصار الشريعة المصنّف تنظيم ارهابي في تونس بحسب قرار اتخذته حكومة النهضة أيضا وبعد أن سمحت له حكومة قايد السبسي “العلمانية” بتنظيم مؤتمره التأسيسي في أفريل 2012 بحضور شخصيات من حركة النهضة كما كان زعيم حزب التحرير رضا بلحاج من أبرز الشخصيات الحاضرة آنذاك.
في المقابل، لا يستبعد مراقبون أن يكون حزب التحرير وتنظيم أنصار الشريعة وأبرز قياداتهم وعلى رأسهم الملقب بـ “أبو عياض” صناعة لمخابرات أجنبية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا لمصالح تربطهم بمنطقة الشرق الأوسط ويصعب تحديدها لطابعها المخابراتي باستثناء مصلحة بيع الأسلحة وصفقات إعادة الإعمار بعد التخريب، وهو ما أقرته سابقا وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينون، بشأن التنظيمات الجهادية التي تم استخدامها بدءا من الحرب في أفغانستان.
ويلاحظ أن هذه الوزيرة الأميركية تلقى حاليا دعما كبيرا وغير رسمي من أنصار جماعة الاخوان المسلمين بمناسبة اعلانها الترشح للانخابات الرئاسية الأميركية.
يشار إلى أنه من بين الأحزاب الأربع السلفية المرخص لها في تونس ومن دون اعتبار حزب النهضة ذي الخلفية الدينية أيضا، نجد حزب التحرير لتونس الذي هو منتشر بكل الدول العربية تقريبا والذي اعتبرته دراسة أميركية انجزت منذ عام 2004 من طرف مركز نيكسون للدراسات، أنه من أكثر الجماعات الإسلامية المهددة للأنظمة المدنية والديمقراطية. وقد تم اطلاق هذا الحزب منذ خمسينات القرن الماضي انطلاقا من فلسطين المحتلة إلا أنه لم يقم بأي عملية ضد الاحتلال الاسرائيلي.
عائشة بن محمود