أصدرت شركة الأوراق المالية والاستثمار (سيكو) وهي بنك استثماري يتخذ من البحرين مقراً له ويتركز نشاطه في منطقة الخليج العربي ، تقريرا ناقشت فيه توقعاتها لأسواق دول مجلس التعاون الخليجي خلال النصف الثاني من عام 2009.و يبين التقرير أنه بعد الربع الأول من عام 2009، لوحظ انتعاش طفيف في الحالة الاقتصادية العامة و ارتفاع مستوى الثقة في مجالات العمل. مما أدى إلى تدني ملحوظ في تكاليف القروض المصرفية وتحسنا في السيولة المالية وزيادة في الأقبال على المخاطر، مما أدى وسيؤدي إلى زيادة الاهتمام بأسواق الأسهم.
رغم ما سبق، لا تزال سيكو تعتقد أن المخاوف من الكساد وآثاره المحتملة لا تزال موجودة، إلا أن مبادارات الدعم الحكومي غير المسبوقة والجهود المكثفة قد نجحت في تفادي المزيد من الأنهيار في الاقتصاد العالمي.
وتبععا لتحسن التطلعات الاقتصادية العالمية، فقد ارتفعت أسعار النفط لتفوق ضعف ما كانت عليه بعد وصولها إلى أقل سعر لها، ألا وهو 33 دولار للبرميل في ديسمبر من عام 2008. وحسب رأي سيكو، فقد بدد ارتفاع أسعار المركبات الهيدروكربونية المخاوف من وجود عجز في الميزانيات والسيولة والدعم الحكومي وحدوث تباطؤ في عمليات التطوير التي تشرف عليها الحكومات الإقليمية. ومن المهم أن نلاحظ هنا أن مقدار ارتفاع دولار أمريكي واحد في سعر النفط سينتج عنه أكثر من 5 بليون دولار أمريكي في الدخل الأضافي لدول مجلس التعاون الخليجي ، ومع ذلك فأن التقرير يؤكد أن التذبذب في أسعار النفط و الأحتمالات المستفبلية بانخفاض أسعار النفط من مستوياتها التي بلغتها في أواخر يونيو إلى ما يقارب 50-60 دولارا أمريكيا للربع القادم.
وتشير سيكو الى أن المستثمرون بوضع أفضل لاتخاذ قرارات استثمارية بعد اطلاعهم على نتائج تقرير الربع الأول من عام 2009، وبعد أخذهم في عين الاعتبار انخفاض أسواق السلع والعقار إلى حدها الأدنى مع تحسن في الأسواق ذات المجال الأوسع. وتشير عينة سيكو من الشركات المدرجة بأسواق الأسهم لدول مجلس التعاون الخليجي إلى أرباح بلغت 8.1 بليون دولار أمريكي في الربع الأول من عام 2009 مقارنة بالخسارة التي بلغت 4.6 بليون دولار أمريكي في الربع الأخير من العام 2008، مما يشير إلى تحسن ملحوظ في الأداء بين الربعين. ومع ذلك، لا تزال الأرباح منخفضة جدا بالنسبة إلى الأرباع الثلاث الاخيرة من عام 2008، التي شهدت معدل أرباح بلغت 15.1 بليون دولار أمريكي في كل منها.
ويوجز التقرير على أنه لا يزال على أسواق الأسهم الإقليمية تحديد مدى تأثير السيولة الإضافية المنبثقة في المنطقة نتيجة أسعار النفط المرتفعة على أسعار الأسهم . ويرى التقرير أن أسعار النفط المرتفعة التي شهدتها الشهور الأخيرة بالأضافة الى فترة عدم اليقين والتباطؤ الاقتصادي تشكل دعماً جيداً للتوقعات طويلة الأجل للمنطقة. في نفس الوقت، سيستمر الأثر السلبي لحالة عدم الوضوح في أثر تعثر ديون الشركات في المنطقة على التوقعات قصيرة الأجل حيث ستؤثر القروض المتعثرة في الربع الثاني من عام 2009 من بنوك إقليمية بصورة سلبية على مجمل الآراء. ترى سيكو أن أي انخفاض في سوق الأسهم الإقليمية بسبب نتائج أضعف في الربع الثاني من 2009 أو من الركود المؤقت بالصيف كنقطة دخول جيدة لمستثمرين طويلي الأجل حيث تتوقع سيكو المزيد من المسببات الإيجابية من الأسواق العالمية خلال النصف الثاني من عام 2009.