تونس-افريكان مانجر
شهدت المبادلات الاقتصادية بين تونس و ليببيا ركودا هاما بسبب تواصل غلق المعبر الحدودي في رأس جدير من الجانب الليبي منذ 18 مارس المنقضي، بحسب ما أكده منير قزم رئيس مجلس الأعمال التونسي الليبي.
و أفاد قزم، في تصريح لافريكان مانجر، ان غلق المعبر الحدودي راس جدير له تداعيات اقتصادية كبرى على الجانب التونسي وقد تسبب في شلل تام في عديد القطاعات في مختلف ولايات الجنوب التونسي على المستوى الصناعي و التجاري.
وأفاد مصدرنا، بأن المصحات تعرف حالة شلل غير مسبوق بسبب غلق المعبر المذكور، مشيرا إلى أن اعتماد الحركة الاقتصادية على معبر وازن الذهيبة لا يُجدي نفعا باعتبار بعده على ولايات الجنوب.
وبحسب مصدرنا، فان ولايات الجنوب التونسي خالية من الليبين وهو ما يؤكد حالة الشلل الاقتصادية الكبرى في الجنوب التونسي و التي ستكون لها تداعيات كبرى على بقية الولايات، وفق تقديره.
و شدد رئيس مجلس الأعمال التونسي الليبي، على ان البوابة الحدودية رأس جدير تعتبر شريان الاقتصاد و التجارة بين البلدين.
و أقر قزم، بان الدولة التونسية لا تتدخل في الشأن الداخلي لليبيا و أن غلق الحدود يعود لأسباب ليبية-ليبية.
وقد نظم أمس الأحد عدد من التجار في مدينة بن قردان من ولاية مدنين احتجاجات للمطالبة بفتح المعبر الحدودي رأس جدير و إيجاد حلول لإشكاليات التجارة البينية بين تونس و ليبيا، و يرى فاعلون في الشأن الاقتصادي ان تواصل تعطل الحركة الاقتصادية يُهدد التجار بالبطالة القصرية ومصدر رزقهم.
ويُشار الى أن المعبر الحدودي راس جدير، يوفر سنويا مداخيل بقيمة 90 مليون دينار لميزانية الدولة التونسية متأتية من خطايا ورسوم ديوانية على السلع والبضائع وتنقل الافراد، وهو يؤمن يوميا عبور ما بين 8 الاف و10 الاف مسافر، كما تعبر المنفذ يوميا بين 4000 و5000سيارة وعربة خفيفة بالإضافة إلى أكثر من 250 شاحنة ثقيلة معدة لنقل البضائع يوميا كمعدل عام.
و يشتغل عبر المعبر في التجارة البينية بين تونس وليبيا حوالي 50 الف تاجر “شنطة” سنويا وهو مصدر رزق لعشرات الالاف من العائلات بالبلدين. كما تناهز المبادلات التجارية بين تونس و ليبيا 970 مليون دولار.
جدير بالذكر فان حركة المرور بمعبر راس جدير توقفت منذ يوم 18 مارس الجاري، وذلك عقب إغلاقها لإجراءات احتياطية إثر تبادل إطلاق النار في منطقة قريبة بالجانب الليبي، وتم في وقت لاحق استئناف حركة العبور على ان تقتصر على مرور سيارات الإسعاف وعودة التونسيين الى ارض الوطن، فيما تمت دعوة الليبيين إلى التوجه إلى معبر ذهيبة وازن.
وكانت وزارة الداخلية الليبية في حكومة الوحدة الوطنية، قد أعلنت في وقت سابق، إغلاق معبر “رأس جدير” الحدودي مع تونس، بعد هجوم مجموعات مسلحة على القوى الأمنية المتواجدة فيه.
وقالت الداخلية في بلاغ لها: “الإقفال للمنفذ الحدودي جاء بعد الهجوم على المنفذ لمنع التجاوزات والخروقات الأمنية، ولإعادة المنفذ إلى العمل مجدداً وفق الترتيبات الأمنية، تحت السلطة الشرعية للدولة”، مضيفة أنّ “الأجهزة التي تم تكليفها بتأمين المنفذ، كانت لمنع التهريب ومكافحة الجريمة والتجاوزات الأمنية بالمنفذ، لكي يسير العمل بشكل انسيابي وبدون عرقلة، وللرفع من معاناة المسافرين”.