تونس- أفريكان مانجر
قال علي العريض رئيس الحكومة مساء أمس إن هناك نقابات الأمنيّة تتحرك بحسب أغراض سياسية ولا تقف على نفس المسافة من جميع الأطراف السياسية بحسب ما يقتضيه دورها، وجاء ذلك في مقابلة تلفزيونية مع قناة الوطنية الأولى أكد خلالها عدم نية حكومته الاستقالة حاليا.
ووجه اصابع الاتهام لبعضها قائلا إنها تُمارس السياسة وتتدخل في ما لا يعنيها، واصفا عمل بعضها عملها بـ”النقابي مسيس حدّ النخاع”، وفق تعبيره.
ولاحظ أن المتورطين من الأمنيين فعليا في تجاوزات العهد السابق انسحبوا أو استقالوا من الوزارة، وقال عن وزارة الداخلية تحتاج إلى مراقبة أعوانها وكل من يشتبه فيه يقع ابعاده أو عزله وهذا حال كل المؤسسات الامنيّة والجيوش في العالم، على حد قوله.
في المقابل، نفى العريض أن يكون أي تنظيم حاول اختراق وزارة الداخلية ولكن أوضح أن هناك أطرافا سياسية تريد أن يكون لها مؤطئ قدم في وزارة الداخلية.
كما نفي العريض أي تدخل في خطة وزير الداخلية ولا في التعيينات قائلا بأنه يمارس مهامه على رأس الوزارة دون أي تدخل من أي جهة كانت ولو كانت رئاسة الحكومة.
وفي ما يتعلق بمسألة تسريب الوثيقة التي تهم اغتيال النائب المعارض محمد براهمي، أقر رئيس الحكومة بوجود سوء تقدير في المسألة منذ البداية وقال إنه تم فتح بحث في الغرض مباشرة بعد اكتشاف المسألة.
وفي هذا الصدد، قال العريض “للأسف هناك عملية توظيف سياسي للمعلومات ومحاولة لتلبيس الحكومة وبعض الأحزاب عوض الالتجاء إلى القضاء والمساهمة في الكشف عن حقيقة ما جرى من جرائم أو اخلالات”.
وحول اتهامات وجهت له مؤخرا من الناشط الحقوقي طيب العقيلي الطيب وإمكانية مقاضاته أفاد الوزير لم يقدم شخصيا قضية ضده .
وفيما يتعلق بميزانية الدولة، قال العريض إنّ الحكومة ستحاول الضغط على المصاريف في الميزانية الجديدة التي ستمرر إلى المجلس التأسيسي قبل يوم 15 نوفمبر القادم.
وأكد العريض أن دعم الدولة سيخصص لمستحقيه لا للفئات المترفة والتي هي في الأصل في غير حاجة إلى هذا الدعم، على حد تعبيره.
وحول عمليات سبر الآراء التي وضعت الأمين العام لحركة النهضة ورئيس الحكومة السابق من بين المتنافسين المحتملين لرئاسة الجمهورية، قال العريض إذا ترشح حمادي الجبالي سينجح وهو يستحق ذلك، مؤكدا في المقابل أن الجبالي لا يفكر في الأمر مثله تماما.
سياسيا، أكّد علي العريض أن حكومته متعهدة بتنفيذ التوافقات النهائية للحوار الوطني الدائر حاليا مشيرا إلى أنه من العبث أن تستقيل الحكومة والبديل غير واضح.
واعتبر علي العريض أنّ الحوار الوطني أخذ طريقه الصحيح وأنه من الذين يعملون بحرص على إنجاحه وقال:”أرجح ترجيحا كبيرا نجاحه وستصل الاطراف السياسية الى توافقات هامة”.
وأكّد العريض قائلا:”نحن مستعدون لتسليم العهدة الى حكومة جديدة مستقلة حتى ندرأ كل الشبهات ويدخل الجميع على قدر المساواة للمنافسة الانتخابية القادمة، والاستقالة تكون بعد الانتهاء من خارطة الطريق النهائية .
وقال العريض: “نحن التزمنا بما ليس فيه لبس أو غموض والحكومة ستواصل أعمالها إلى حين استكمال المهام التأسيسية، ونحن من مسؤوليتنا ألا نترك البلاد في فراغ ، فبلادنا لا تحتمل البقاء بحكومة مستقيلة لفترة طويلة أي بحكومة تصريف أعمال لأن هذا أمر خطير على البلاد وأمنها واستقرارها والسير الطبيعي للدولة”، وفق تعبيره.