تونس- افريكان مانجر
في ظلّ تواصل تردّي الوضع المالي لشركة فسفاط قفصة، فإنّه لم يتمّ بعد صرف أجور شهر جانفي للأعوان، وفق ما أكدته مصادر مطلعة بالشركة لـ “افريكان مانجر” اليوم الخميس 18 فيفري 2021.
وضعية مالية متدهورة
وتقول ذات المصادر إنّ الوضعية المالية لشركة الفسفاط متدهورة جدّا وباتت مهددة بالاندثار، علما وانّ أجور شهر ديسمبر تمّ صرفها بشكل متأخر.
ويستمرّ منذ أواسط شهر ديسمبر 2020، توّقف إنتاج الأسمدة الكيميائية بمعمل المظيلة 1، التابع للمجمع الكيميائي التونسي، بسبب نفاذ مخزونه من الفسفاط وقطع إمدادات المياه الصناعية عنه، حسب ما أكّده مدير هذا المعمل، جنيدي نصيب في تصريح سابق لوكالة تونس افريقيا للانباء.
وقال ان معمل المظيلة 1 المختصّ في إنتاج ثلاثي الفسفاط الرّفيع، متوقّف تماما عن الإنتاج منذ أواسط شهر ديسمبر المنقضي بعد نفاذ مخزونه من مادّة الفسفاط التي يتزوّد بها عادة من وحدات شركة فسفاط قفصة بالمظيلة والمتلوي، وأيضا من مادّة الكبريت التي تعطّل جلبها من ميناء الشحن بصفاقس بسبب انقطاع حركة النقل الحديدي.
وتتسبّب اعتصامات تنفّذها مجموعات من طالبي الشغل منذ شهر ديسمبر الماضي بأغلب منشآت شركة فسفاط قفصة وخاصة بالمظيلة، في قطع تزويد معامل المجمع الكيميائي التونسي بالمظيلة وأيضا بقابس بمادّة الفسفاط، وهي المادّة الأساسية التي تعتمدها معامل المجمع الكيميائي التونسي لصنع الأسمدة الكيميائية.
المجمع الكيميائي في “نفس المركب”
الوضعية المالية المتأزمة ذاتها يعيش على وقعها المجمع الكيميائي، واستنادا الى ما أكده محمد البرني خميلة كاتب عام الجامعة للنفط في تصريح لـ “افريكان مانجر” اليوم الخميس 18 فيفري 2021، فإنّ صرف الأجور يتمّ بصعوبة كبيرة، لافتا الى ان الحكومة عجزت عن إيجاد الحلول لهذا القطاع الحيوي.
وقد ارجع المدير العام المساعد للمجمع الكيميائي نقص انتاج الاسمدة الى الوضع الاستثنائي الذي تعيشه البلاد بسبب جائحة كورونا وتوقف الإنتاج لمدة شهرين ونصف لتكرر الإضرابات والتحركات الاجتماعية.
وأفاد ان الوضعية المالية للمجمع كارثية وأصبح عاجزا على توفير الأجور للعاملين صلبة وطالب بتنظيم استشارة وطنية حول وضعية المؤسسة الوطنية والبحث في السبل الكفيلة لإنقاذها والمحافظة عليها.
ووفقا لآخر المؤشرات الإحصائية المتعلقة بالقطاع، فقد تراجع إنتاج الفسفاط التجاري بجهة قفصة خلال السنة المنقضية بنسبة 44 بالمائة، بالمقارنة مع حجم الانتاج الذي كانت شركة فسفاط قفصة تتطلّع لبلوغه طيلة السنة، وذلك بسبب الاضطرابات والاعتصامات المتواترة.
وقد بلغ إنتاج السنة الماضية، 3 ملايين و144 ألف طن مقابل هدف كان يروم بلوغ 3 فاصل 5 مليون طن.
وفي السياق ذاته، فإنّ إنتاج شهر ديسمبر من سنة 2020، لم يتجاوز 35 ألف طنّ، هو الأسوء على الإطلاق منذ سنة 2011 باعتبار أن كلّ وحدات الإنتاج في معتمديات المتلوي والمظيلة والرديف وام العرائس توقّفت عن العمل.
في انتظار عقد مجلس وزاري
ويُنتظر ان يتمّ خلال الأسبوع الجاري عقد مجلس وزاري خاص بوضعية شركة فسفاط قفصة لاتخاذ القرارات اللازمة لإنقاذ المؤسسة.
وتعليقا على وضع الشركة، قال رئيس الحكومة هشام المشيشي إنّ الاعتصامات العشوائية والصد عن العمل داخل المؤسسة لم يعد مقبولا، وأن العودة للنسق الطبيعي للإنتاج أصبح مطلب الجميع ، وذلك بالنظر لقيمة هذه المؤسسة بالنسبة للاقتصاد الوطني والتنمية في الجهة.
وخلال جلسة عمل انعقدت الاثنين الماضي بقصر الحكومة بالقصبة، أفاد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، أن تردي وضعية شركة فسفاط قفصة لم يعد مقبولا بالنظر لعراقة هذه المؤسسة ودورها الاقتصادي والاجتماعي في دفع عجلة الاقتصاد الوطني والتنمية في الجهة.
ووصف الوضع في الشركة بـ “الحرج” معتبرا أنه من غير المعقول أن تتحول المؤسسة من قاطرة للاقتصاد الوطني وذات سمعة عالية في العالم إلى شركة غير مصنفة، ويتم الالتجاء إلى توريد المواد الكيميائية الأولية للفلاحة من الخارج.