تونس- افريكان مانجر- وكالات
رفض زعيم حركة نداء تونس، المرشح لمنصب الرئيس، الباجي قائد السبسي أي تعامل مع حركة النهضة الإسلامية ما لم تعلن صراحة أمام الرأي العام موقفها وعلاقتها بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين المصنف تنظيما إرهابيا.
وشدد السبسي على أن حزبه “لا مكان فيه لرايات سوداء أو بيضاء”، في إشارة واضحة إلى جماعات الإسلام السياسي التي لا تؤمن بالمشروع الوطني.
وقال قائد السبسي، في مقابلة صحفية، الاحد، “رحبنا في النداء بالمستقلين الذين لم يجدوا لأنفسهم مكانا في تشكيلات سياسية ذات مرجعية إيديولوجية أو دينية محددة ولم نرد للنداء أن يكون حزب فئة أو طبقة أو ناد لبعض الأثرياء، لذلك فتحنا الباب للجميع شريطة أن يلتزم كل واحد بالاستجابة لشروط أولها الالتزام بالدولة التونسية التي بنيناها بصبر وعناء وثبات منذ استقلال تونس عن الاستعمار الفرنسي عام 1956”.
وشدد على أن الراية الوحيدة التي يتمسك نداء تونس برفعها “هي الراية الوطنية، فلا مكان في النداء لمن له راية سوداء أو بيضاء، أو يؤمن بالعنف كوسيلة للتغيير أو يمارس الإقصاء السياسي تحت مسميات واهية تتناقض مع حق كل التونسيين في نحت ملامح تونس الديمقراطية”.
وتأتي تصريحات قائد السبسي ردا على حركة النهضة بصفة خاصة والجماعات السلفية المتحالفة معهم بصفة عامة التي لا تؤمن بالدولة الوطنية وتتبنى العنف السياسي لإقامة ما تسميه “الدولة الإسلامية” وتمارس شتى أنواع الإقصاء للقوى الوطنية والديمقراطية من أجل احتكار الحياة السياسية، وفق تقرير لميدل ايست اون لاين.
استغراب
وأعرب عن استغرابه من ترحيب راشد الغنوشي بقيادات الإخوان في تونس، قائلا “حتى نتحالف مع النهضة يجب أن يكون لنا نفس التوجه، لكن الواقع ليس كذلك، وقد طالبناها أن توضح موقفها من الإخوان المسلمين وها هم يعلنون أنهم مستعدون لاستقبال الإخوان في تونس… كيف يمكن أن نتحالف”.
وكان الغنوشي رحب بقيادات إخوان مصر في تونس، خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة “الأخبار” اللبنانية، ما أثار غضب السياسيين وقطاعات واسعة من التونسيين الذين لا يرون في تلك القيادات سوى إرهابيين بمساحيق سياسية خاصة، وأن وجدي غنيم، الذي يعتبر أحد أبرز منظري التنظيم الدولي أعلن مبايعته لتنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يقوده أبوبكر البغدادي.
عدم توازن
ورأى قائد السبسي أن فوز النهضة في انتخابات 2011 لا يعود إلى شعبيتها وتأييد التونسيين لمشروعها الإسلامي، الذي تريد أن تنسف به مكاسب تونس، وإنما يعود إلى عدم توازن المشهد السياسي، وهو ما أخل جوهريا بالديمقراطية، ملاحظا أن “الديمقراطية هي تهيئة الظروف الملائمة للتناوب على السلطة فإذا لم يكن هناك تناوب على السلطة لا يمكن الحديث عن ديمقراطية حقيقية ولا يمكن أن تكون هناك ظروف ملائمة لديمقراطية حقيقية إذا كان المشهد السياسي ليس متوازنا”.
ولمح قائد السبسي إلى أن النهضة استغلت اختلال توازن المشهد السياسي وتشرذم القوى الوطنية والديمقراطية لتفوز في تلك الانتخابات بنسبة 32 بالمائة فقط، وهو ما يعني أن حوالي 70 بالمائة من الناخبين التونسيين ضد مشروع النهضة.
استهداف
ولم يخف زعيم نداء تونس أن النهضة خططت لاستهدافه خلال الانتخابات الرئاسية، قائلا “حينما ألاحظ أن النهضة رشحت حمودة بن سلامة وعبدالرزاق الكيلاني، وحين يعلن أحد أعضائها البارزين سمير ديلو بأن النهضة قد تدعم أحد الثلاثة إما المنصف المرزوقي أو مصطفى بن جعفر أو أحمد نجيب الشابي، وحين أتذكر كل ما دار حول تنظيم الانتخابات من تجاذبات لتقديم الانتخابات التشريعية على الرئاسية وهو أمر غريب، اضافة الى هذا الإصرار على إيجاد رئيس توافقي فإني أستخلص أن المستهدف هو الباجي قائد السبسي”.
وقال قائد السبسي أن نداء تونس أصبح قوة سياسية لها ثقلها وذات حظوظ وفيرة للفوز في الانتخابات القادمة بعد أن ارتفع عدد منخرطيها إلى 120 ألف إضافة إلى آلاف المتعاطفين، في حين لم يتجاوز لا يتجاوز عدد المنخرطين في النهضة 60 ألف منخرط رغم أنها تنشط في البلاد مند أربعين سنة.
البقاء في السلطة
وكشف أن “الترويكا” بقيادة النهضة خططت للبقاء في السلطة، مؤكدا أن كل من مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي ومنصف المرزوقي الرئيس المؤقت وحمادي الجبالي أعلموه بأنهم “ساعون لتحمل المسؤوليات التي تحملوها فيما بعد وهي رئاسة المجلس التأسيسي ورئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، مما يؤكد أن مشروع اقتسام السلطة كان خطط له من قبل إجراء الانتخابات”.
وتعهد قائد السبسي بأن “لا يحكم النداء وحده تونس في حال فوزه” في الانتخابات وأنه سيشكل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها “الأحزاب التي تؤمن بالديمقراطية وبالتداول على السلطة وبالمشروع الوطني”.