تونس- افريكان مانجر
” الدولة تأخرت كثيرا في حلّ ملف الأراضي الاشتراكية وكان يُفترض على الحكومات المتعاقبة إيجاد حلول توافقية لهذه المسألة التي تعاني منها كلّ ولايات الجمهورية”، وفقا لما أكده رئيس المرصد التونسي لحقوق الانسان مصطفى عبد الكبير.
مشكل اداري بالأساس
وشدّد في تصريح لـ “افريكان مانجر” اليوم الاثنين 14 ديسمبر 2020، على ان المشكل القائم حاليا بين جهة بنى خداش ودوز “مشكل اداري تسببت فيه الحكومة”، نافيا ان يكون “مشكل قبلي عروشي”، معتبرا ان تنامي منسوب العنف وبلوغ هذه المرحلة التي أسفرت عن سقوط قتيل وعشرات الجرحى “مؤشر خطير على المستوى الاقتصادي وعلى مستوى الاستثمار وكسب ثقة الممولين الأجانب نتيجة التعامل مع المشاكل بحلول ترقيعية”.
وقد أسفرت الاشتباكات وتجدّد أعمال العنف مساء أمس، عن وفاة شاب متأثرا بجروحه، قرب منطقة العين السخونة بين منطقة بئر مثينين وبئر سلطان على الحدود بين ولايتي مدنين وقبلي باستعمال العصي وبنادق الصيد رغم التمركز الامني بالمنطقة وحالة الاستنفار.
فيما سقط العشرات من الجرحى في هذه المواجهات العنيفة بين المواطنين تمّ نقلهم إلى مستشفى بني خداش.
في انتظار الحلول
واستنادا الى ما أكده محدّثنا فإنّ الإشكالية تعود الى تقسيم إداري بين المناطق، مضيفا ان الدولة مطالبة بإيجاد حلول عاجلة خاصة وأنّ أغلب التقارير تتحدّث عن ارتفاع منسوب العنف وتصاعد وتيرة التحركات الاحتجاجية خلال الفترة القادمة.
ويرى مصطفى عبد الكبير أنّ “الدولة غير صارمة في تطبيق القانون الأمر الذي أدى الى التمرّد عليها”، متابعا ان الإفلات من العقاب وإطلاق سراح المحتجين والمتسببين في أعمال العنف بعد فترة قصيرة من عميات الإيقاف أدت الى إضعاف هيبة الدولة.
هذا وتشهد، منطقة العين السخونة، صباح اليوم، حالة من الهدوء الحذر، حيث كثفت الوحدات الامنية والعسكرية من تمركزها بالمنطقة التي تبعد حوالي 100 كلم جنوبي مدينة دوز، للحيلولة دون تجدد الاشتباكات وحماية الارواح البشرية والممتلكات الخاصة.
وتعمل حاليّا، عديد الجهات والمنظمات ونشطاء المجتمع المدني، على احتواء الخلاف العقاري الذي جد بين أهالي معتمديتي دوز وبني خداش، عبر دعوة الجميع الى احكام العقل والالتجاء للقضاء للفصل في الموضوع.
تجدر الإشارة الى أن منطقة العين السخونة، هي عبارة عن بئر تم احداثها سنة 2002 بربوة على بعد حوالي 100 كلم جنوبي مدينة دوز في اطار مشروع التنمية الرعوية بالظاهر، الا ان مياهها كانت ساخنة وشديدة الملوحة، فضلا عن احتواءها على نسبة كبيرة من الكبريت، ما دفع المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية الى غلقها، الأمر الذي أدى مع مرور الزمن، الى تآكل أنابيب اكساء هذه البئر، لتتسرب منها كميات من المياه كونت بركة بجانبها يقصدها الكثير من اهالي المعتمديتين اعتقادا منهم في ان مياهها صالحة لمداوات عديد الامراض الجلدية وأمراض الروماتيزم.