تونس-افريكان مانجر
تعد محاضن المؤسسات إحدى أهم الآليات لتشجيع المبادرة الخاصة و تحفيز أصحاب الأفكار و المبادرات على بعث مشاريعهم في أحسن الظروف خاصة وأن دعم المؤسسات الناشئة يساهم في دفع النسيج الاقتصادي والصناعي في بلادنا و في تحسين مناخ الأعمال بشكل عام.
واستنادا إلى ما أكدته أنيسة الأخوة المديرة بمركز المساندة لبعث المؤسسات التابعة لوكالة النهوض بالصناعة و التجديد، فان محضنة المؤسسات تعتبر من بين أهم الهياكل التي تعنى بالمؤسسات الناشئة عبر تقديم التوجيه و المرافقة و الإيواء.
ووفق ما أفادت به الأخوة، في حوار مع أفريكان مانجر، فانه في تونس توجد 28 محضنة منتصبة في مختلف ولايات الجمهورية تقدم خدماتها من فترة إعداد المشروع إلى حين انجازه و تكوينه.
خدمات محاضن المؤسسات
وتقدم محاضن المؤسسات وفق محدثتنا، 3 خدمات أساسية تتمثل في توفير المعلومة لباعث المشروع و توجيهه إلى المصالح و الهياكل المختصة مع تنظيم دورات تكوينية يتم خلالها اطلاع صاحب فكرة المشروع على مراحل إعداد وانجاز المؤسسة ومجالات المبادرة بالإضافة إلى اطلاعه عن محيط الأعمال الخاص به.
وأشارت المتحدثة إلى أن هذه الدورات التدريبية يؤمنها إطارات وكالة النهوض بالصناعة و التجديد وتتم بالتعاون مع أساتذة جامعيين و خبراء في المجال المالي و الاقتصادي ووفق محاور معينة وحسب مجالات التدخل.
وقد تم منذ إحداث محاضن المؤسسات تكوين ما يقارب 13000 حامل فكرة مشروع.
ويستفيد حامل فكرة المشروع في مرحلة ثانية بحصص مرافقة مجانية تتمحور حول جملة من الأهداف المتعلقة بالمصادقة على فكرة المشروع و صياغة مخطط الأعمال الخاص به بالإضافة إلى إعداد الملف القانوني والإداري لإنشاء المؤسسة.
وتمر المشاريع التي يتم العمل على إحداثها بمرحلة الإيواء وهي فترة يتم خلالها توفير مكاتب مجهزة وورشات مهيأة و خدمات لوجستية و تتراوح فترة الإيواء بين سنتين و 5 سنوات حسب طبيعة المشروع و مدى اكتسابه القدرة على الصمود و التموقع في السوق في فترة لاحقة.
وبحسب ما أكدته محدثتنا فان الخدمات التي تقدمها محاضن المؤسسات تكون بأسعار رمزية.
جائحة كوفيد-19
وبخصوص انعكاسات جائحة كوفيد-19 على مناخ إحداث المؤسسات و الإقبال على بعث المشاريع أكدت الاخوة، ان الوكالة تتلقى يوميا طلبات من الراغبين في التمتع بخدمات محاضن المؤسسات.
ولفتت الى انه على الرغم من الوضعية الصعبة التي شهدتها السنة الماضية جراء الجائحة إلا انه تم إلى موفي ديسمبر 2020، تأمين 35 دورة تكوينية بـ18 محضنة انتفع بها 635 باعثا من أصحاب أفكار المشاريع.
وقالت الأخوة، انه تم خلال السنة الماضية اتخاذ إجراءات خاصة تمثلت في إقرار مجانية إيواء المشاريع بهدف التشجيع على المبادرة الخاصة و بعض المؤسسات.
ووفق مصدرنا، فانه تم خلال سنة 2020 مرافقة واحتضان أكثر من 260 باعث مشروع من قبل الشبكة الوطنية لمحاضن المؤسسات مكنت من انجاز أكثر من 143 مخطط أعمال أي بنسبة انجاز تفوق 55% موزعة بين مشاريع صناعية و مشاريع في مجال الخدمات ذات الصلة بحجم استثمارات مزمع إنجازها تقدر بحوالي 26 مليون دينار وتمكن من توفير حوالي 900 موطن شغل.
وبلغ عدد المؤسسات المقيمة بالمحاضن إلى موفى شهر ديسمبر الماضي، 120 مؤسسة أي بنسبة إيواء تقدر بحوالي 46،5% منها 47 مؤسسة تم إيواءها خلال سنة 2020 وقد غادرت 23 مؤسسة محاضن الأعمال خلال نفس الفترة.
التجديد
ولمزيد تطوير عمل محاضن المؤسسات، أفادت الأخوة أن الوكالة تعمل على متابعة المشاريع في مرحلة لاحقة أي ما بعد فترة الإيواء وذلك بهدف مراقبتها و التأكد من مدى قدرتها على الصمود في السوق الاقتصادية.
كما يعتزم مركز مساندة المشاريع تطوير مجالات تدخل المحاضن من خلال مرافقة و إيواء مشاريع ذات طبيعة جديدة مختلفة على غرار الثقافة و السياحة و غيرها وذلك عن طريق اتفاقيات شراكة بين مختلف الهياكل المعنية و المتدخلة.
وفي جانب اخر كشفت محدثتنا، ان مركز مساندة بعث المؤسسات يعمل كذلك على تطوير عمله عبر تكثيف الدورات و اللقاءات صلب المؤسسات الجامعية لتحسيس الطلبة بأهمية المبادرة الذاتية خاصة في ظل تطور عديد القطاعات على غرار تكنولوجيات المعلومات والاتصال و الرقمنة وظهور جيل جديد من المشاريع.
الصعوبات
وفي معرض حديثها عن أهم الصعوبات التي تعترض حاملي أفكار المشاريع وتعرقل عملية انجاز المشروع و بعث المؤسسة، أفادت المديرة بمركز مساندة المؤسسات، بانها تتعلق خاصة بالتمويل “ففي الغالب يفتقد صاحب فكرة المشروع رغم تطورها و أهميتها لمصادر تمويل”، وفق قولها.
إلى جانب صعوبة النفاذ إلى المعلومة والمعطيات، خاصة في صورة تعدد الهياكل المختصة و الأطراف المتدخلة في المشروع.