تونس-أفريكان مانجر
فشلت مبادرة الأحزاب التي تصنف نفسها من “العائلة الديمقراطية الاجتماعية “في إنجاح مبادرة الاتفاق على مرشح توافقي بعد اجتماعات طويلة ضمت جل الأحزاب التي لم تتحصل على نسب عالية في الانتخابات التشريعية على غرار حزب التكتل و المؤتمر و التحالف و الجمهوري.
ورغم تنازل بعض المرشحين للرئاسة على غرار مصطفى بن جعفر و محمد الحامدي عن ترشحهم إلا أن كل من منصف المرزوقي و نجيب الشابي ظلا متمسكان بالترشح مما ساهم في إفشال هذه المبادرة التي كان يرى فيها البعض من “المنتمين للعائلة الديمقراطية ” نوعا من تحقيق التوازن بين بعض المرشحين خاصة بعد تحقيق حزب نداء تونس فوزا ساحقا في الانتخابات التشريعية .
الباجي في طليعة نوايا التصويت
و تحدثت عدد من الأطراف الحزبية على غرار التكتل و المؤتمر و التحالف عن خطورة ما اعتبرته “بالتغول الحزبي” في حال فوز مرشح حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي في الانتخابات الرئاسية خاصة بعد تحقيق هذا الأخير الأكثرية “البرلمانية “و التي تمكنه من تشكيل الحكومة القادمة .
و في هذا الإطار فان الباجي قائد السبسي يحتل إلى حد الآن المرتبة الأولى في نوايا التصويت للانتخابات الرئاسية لدى التونسيين بالإضافة إلى شعبيته التي اكتسبها و التي ترجمت في صعود حزبه في الانتخابات التشريعية و التي تؤكد إمكانية صعوده للدور الثاني من الرئاسية .
قواعد النهضة تدعم المرزوقي
وفي ظل عدم تحديد هوية مرشح حركة النهضة الذي من الممكن أن تدعمه في الانتخابات الرئاسية فان ذلك يستنتج منه بان الحركة لا تريد من ناحية توريط نفسها مع مرشح معين, مع إمكانية تركها لحرية الاختيار لمنخرطيها مع إعطائهم مواصفات مرشحها ,أو أن تقوم من ناحية أخرى بدعم مرشح سريا.
و بصفة مستقلة قرر عدد من قواعد حركة النهضة الإسلامية دعم المرشح المستقل و الرئيس الشرفي للحزب المؤتمر المنصف المرزوقي مما يدعو للاستنتاج بان إمكانية دعم حركة النهضة للمرزوقي واردة لكن بشرط إيصاله إلى للدور الثاني فحسب .
و في هذه الحالة يبقى صعود المرزوقي مرهون في الحقيقة بالأحداث و الوقائع التي من الممكن أن تقع طوال فترة الحملة الانتخابية والتي قد تأثر سلبا على شعبيته خاصة بعد ثلاث سنوات من الأخطاء السياسية و الديبلوماسية المتكررة كان لها دور في تراجع “مسانديه ” .
دعم النهضة للباجي في الدور الثاني
من جهة أخرى توقع مراقبون أن تقوم حركة النهضة التونسية بالاتفاق و لو ضمنيا مع نداء تونس بدعم مرشحها في الدور الثاني خاصة و أن حظوظه كبيرة للصعود للدور الثاني “بصفة فردية” غير انه يستحق دعم الحركة الإسلامية له في حال وقوفه أمام المرزوقي أو أي مرشح أخر في الدور الثاني .
و حيث اشترطت تبعا لهذا الموضوع قيادات حركة نداء تونس مساندة النهضة لرئيسها في الرئاسية لتمكنها من بعض الحقائب الوزارية في الحكومة التي سيتم تكليفها في ما بعد بتكليفها .
وفي هذا الإطار تحدثت قيادات حزب الباجي على مكانية ما أسمته “بالتعايش الحكومي” وما تقصد به اجتماع عدد من الأحزاب في حكومة توافقية ولكن ليس بالضرورة أن يقوم بينهم تحالف سياسي و في ذلك إشارة ضمنية لحزب النهضة الإسلامية .
مها قلالة