أفريكان ماناجر : أ. الحميدي
تحت شعار :”الانتصار للجمهورية “يعقد الحزب الاشتراكي اليساري مؤتمره الثاني اليوم السبت 25 وغدا الأحد 26أوت 2012.وهو يأمل بذلك تكريس شعار الحزب: “من أجل الجمهورية الديمقراطية الاجتماعية” في المرحلة الراهنة .
المؤتمر الذي ينعقد بعد أقل من عام ونصف من المؤتمر الأول (مارس2011) يتوقّع ملاحظون أن يغير تسمية الحزب بالغاء صفة اليساري منه تشبّها بحمّه الهمامي الذي ألغى عبارة الشيوعي من تسمية حزبه منذ أسابيع وانسجاما مع توجّه يسود أوساط اليسار والعلمانيين بأن العمل الميداني ليس لهم فيه نصيب كبير وأنه آن الأوان للدخول في تحالفات واسعة لا مجال فيها للمحافظة على الميزات والتسميات والالقاب الخاصة من شيوعية ويسارية وتقدّمية التي كشفت الانتخابات الماضية أنه لا صدى لها لدى المواطنين والشباب.
قاعة المونديال التي احتضنت المؤتمر ازدانت بالأعلام الحمراء والشعارات التي زال بريقها الطبقي وأصبحت تكتفي بمحاربة الفساد والدفاع عن حرية التعبير والمعتقد والرأي والابداع وحياد الادارة . ضيوف المؤتمر منهم القريب عبدالرزاق الهمامي رئيس الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطني الديمقراطي وبوجمعة الرميلي ممثل نداء تونس و الشاذلي فارح من الحزب الجمهوري و رياض بن فضل عن المسار الديمقراطي الاجتماعي وهي الأطراف المعروفة باعتدالها و واقعيتها وانفتاحها على أوسع التحالفات .ومنها الصديق الذي يزور في المناسبات المهيبة ليساند ويستمع الى الرأي الآخر .
محمد الكيلاني تناول الكلمة لعرض أسباب انعقاد المؤتمر الثاني بعد وقت قصير من المؤتمر الأول . وأكّد أن بين المؤتمرين جرت انتخابات كرّست صعود النهضة الى سدّة الحكم . وأكّد الأمين العام للحزب الاشتراكي اليساري أن الواقع الجديد خلق 4 معضلات هي :أولا عودة الاندماج بين الحزب والدولة بعد أن كانت الحركة الاجتماعية والسياسية فرضت الفصل بينهما .وثانيا عودة المنظومة الأمنية على أعقابها الى القمع والاكراه والتضييق على الاحتجاج بعد أن تقدّمت خطوات في اتجاه تكريس أمن جمهوري .ثالثا العودة الى توظيف القضاء للتضييق على الحركة الاحتجاجية والرموز السياسية .رابعا افتعال معركة مع الاعلام لتركيعه. ومن هذا المنطلق نادى محمد الكيلاني الى جبهة عريضة لكسب المواعيد الانتخابية القادمة انقاذا للجمهورية .
عبدالرزاق الهمامي رئيس الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطني الديمقراطي أبرز نفس المعاني ودعا الى جبهة عريضة لا تقصي الا من أقصى نفسه منها . متباينا مع الأطراف اليسارية المتطرفة التي تريد أن تقف عند حدود حلفاء ضيقين . وألمح عبدالرزاق الهمامي الى أن العلاقات مع الحزب الاشتراكي اليساري يمكن أن تمضي الى تجربة تنظيمية أرقى .
بوجمعة الرميلي ممثل نداء تونس القادم من الحزب الشيوعي وحركة التجديد اختار حديث الصدق مع المؤتمرين وضيوفهم ودفع بمنطق خطابه الى حيث ذهب محمد الكيلاني وعبدالرزاق الهمامي :تكوين جبهة عريضة لقلب موازين القوى في الانتخابات القادمة وفرض الوفاق الذي تحتاجه تونس وليس للنهضة استعداد للأخذ به .مؤكّدا أن مركز الثقل قد خرج من الترويكا ويجب تجسيده عبر ميزان قوى جديد من الآن رأى أن نداء تونس هو أحد فضاءاته .